يطلق مصطلح الجيش الانكشاري على المشاة في الجيش العثماني، والذين استطاعوا أن يشكلوا ما يشبه الفرقة الخاصة أو التنظيم الخاص الذين أصبح لهم كيانهم الخاص في الجيش العثماني وبالتالي أصبح لهم شاراتهم وترتيباتهم وكافة امتيازاتهم المختلفة والتي تميزوا بها عن غيرهم، مما جعلهم أقوى فرقة من فرق الجيش العثماني. أما أصلهم أو أول وقت ظهروا فيه فهو غير معلوم، وهناك من يقول إلى أنهم ظهروا لأول مرة في العالم 1324 ميلادية في زمن أورخان الأول، وذكر أن الفكرة أول ما جاءت جاءت من شقيق أورخان الأول الأكبر أن يقوم الخليفة بعمل قطيعة ما بين أسرى الحروب من الغلمان أو من الشباب وبين أهاليهم الأصليين وأن يكون السلطان هو أبوهم الروحي الجديد، وأن يتدربوا تدريباً عسكرياً صارماً وأن تكون الحرب الصنعة الأولى لهم. بعد ذلك أخذ أسلوب زيادة عدد الجيش الانكشاري يتطور بشكل لافت وظهر ما يعرف بمبدأ تجنيد الدو شرمه، وهو مبدأ جائر اتبعته السلطات العثمانية آنذاك ويقضي بأن يؤخذ في كل سنة أو أكثر عناصر للخدمة في الانكشارية يصل عددهم تقريباً في بعض الأحيان إلى اثنا عشر ألف عنصر أو ثمانية آلاف عنصر من العناصر. كان أفراد الانكشارية يتم اختيارهم في عمر صغيرة ثم يذهبون إلى معسكرات خاصة بهم حيث أنهم يربون تربية خاصة ويعلمون علوماً إنسانية أساسية كالدين واللغة، وخلال فترات تعليمهم يقسمون إلى مجموعات منها ما يخدم عند السلاطين وفي القصور، ومنهم من يعمل في وظائف الدولة العليا، ومنهم من يذهب لينضم إلى فرقة المشاة العسكرية ضمن الجيش العثماني، وكان اللذين يذهبون لفرقة المشاة هم الأغلبية والأكثر عدداً. كما وكانت الانكشارية لا تخرج إلى تحت إمرة السلطان العثماني نفسه، إلى أن جاء السلطان العثماني سليمان القانوني وسمح لهم بالقتال تحت إمرة القائد، كما كانوا ممنوعين من الزواج ثم سمح للكبار منهم بالزواج ثم سمح لهم جميعاً. كانت الانكشارية في البداية هي الأساس الذي كان الجيش العثماني يعتمد عليه، حيث أن كان لهذه الفرقة قوة عسكرية جبارة استطاع الجيش العثماني من خلالها الوصول إلى أبعد النقاط وتوسيع أراضي الدولة العثمانية. إلى أن بدأوا يتدخلون في شؤون الدولة الداخلية وبدأ السحر ينقلب على الساحر، حتى وصول بهم الأمر إلى قتل السلاطين ورموز الدولة في بعض الأحيان، إلى أن تم القضاء على هذه الفرقة في عهد السلطان محمود الثاني الذي قضى عليهم نهائياً في العالم 1826 ميلادية.