عيسى الحربي- سبق- الرياض:
حقق فريق الأهلي هذا الموسم كل الجماليات الكروية، وحبس أنفاس متصدر الدوري السعودي طوال الموسم، قبل أن يتنفس الفريق النصراوي الصعداء، فور نهاية مباراة الأهلي مع التعاون، بالتعادل في الجولة قبل الأخيرة، ويضمن اللقب الأهم للمرة الثانية على التوالي. الجماليات تنوعت بين المستوى العالي، والعطاء الممتع، والكرة الجماعية، والحضور الجماهيري في كل منازلاته، ونجومية لاعبيه، والحراك العام في "جوهرة جدة" معقل الجماهير الخضراء. عندما تطرق الأسماع جملة "قلعة الكؤوس"، يتبادر إلى الأذهان سريعًا نادي الأهلي العريق، وعندما يتردد على الألسن مصطلح "الراقي" فلا يخرج عن الإطار الذهني، سوى المتعة الكروية، وسلطنة كرة القدم. ويجمع غالبية الجمهور الرياضي حتى أولئك الذين ينتمون لعميد الأندية الآسيوية ومفترسها "الاتحاد"، أن الأهلي عندما يحضر في كامل "وعيه" الكروي داخل الملعب فإنه يقدم "أيقونة الإبداع"، غير أن الأهلاويين أنفسهم يعترفون بأن فريقهم على مر التاريخ سريع التأثر عند أي "وعكة كروية"، ما يفقده ألقابًا كانت ستصنع منه أمجاد "مانشستر الإنجليز" لو اكتسب المناعة. مسيرة "أخضر جدة" هذا الموسم في نظر محبيه كانت مرضية لهم بدرجة كبيرة، حتى أصبح المشجع الأهلاوي يعيش حالة الفخر، وعنفوان التحدي، في حين يتسم الجو العام لمحبي "القلعة" بالرضا والثقة. جماهير الأندية المنافسة للأهلي، وبعض الكتاب والمؤثرين في الشارع الرياضي كانوا يتندرون بجماهير الأهلي وفريقهم بأسطوانات "الصبر" وحالات "الغيبوبة" و"الضفادع"، وغيرها التي لم تزد محبو "الراقي" إلا ارتباطًا والتفافًا، كما أشعلت الروح في لاعبي الفريق، وتوقدوا عطاءً ومتعةً محليًا وآسيويًا، حتى أصبح الكفاح والوفاء شعار الأهلي. عطاء الفريق الأهلاوي جعله يسجل حالة غريبة لا تحدث في الدوريات العالمية الرسمية إلا نادرًا، حيث يعد الفريق الوحيد في الدوري الذي لم يخسر في أي مباراة حتى الجولة قبل الأخيرة، ومع ذلك لم يحقق اللقب، ما يوحي للمتابع العقلاني أن هذا بحد ذاته إنجاز ومصدر للفخر، ونواة لألقاب قادمة ربما أولها "الآسيوية" التي يستعد لها الآن بخوض مواجهتي دور الستة عشر أمام نفط طهران الإيراني.