قال الإمام إبن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الماتع ( الفوائد ) :
الزهد أقسام : زهد في الحرام و هو فرض عين.
و زهد في الشبهات و هو بحسب مراتب الشبهة
فإن قويت التحقت بالواجب و إن ضعفت كان مستحبا.
و زهد في الفضول. و زهد فيما لا يعني من الكلام و النظر و السؤال
و اللقاء و غيره.
و زهد في النفس بحيث تهون عليه نفسه في الله.
و زهد جامع لذلك كله
هو الزهد فيما سوى الله في كل ما شغلت عنه.
و أفضل الزهد إخفاء الزهد و أصعبه في الحظوظ.
و الفرق بينه و بين الورع أن الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة.
و الورع ترك ما يخشى ضرره في الآخرة و القلب المعلق
بالشهوات لا يصح له زهد و لا ورع.
قال يحيى بن معاذ (1) : عجبت من ثلاث :
رجل يرائي بعلمه مخلوقا مثله و يترك أن يعمله لله.
و رجل يبخل بماله و ربه بستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئا.
و رجل يرغب في صحبة المخلوقين و مودتهم و الله يدعوه إلى صحبته و مودته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
( 1 ) : يحيى بن معاذ بن جعفر الرازي يكنى أبا زكريا. نزيل الري.
سكن نيسابور و بها مات سنة ( 258 هـ )
هو أوسط ثلاثة إخوة كلهم زهاد...
و الله اعلم...