حفظ الخَطوَة
( ... وأما حفظ الخطوات : فحفظها بأن لا ينقل قدمه إلا فيما يرجوا ثوابه ،
فإن لم يكن في خطاه مزيد ثواب فالقعود عنها خيرا له ، ويمكنه أن
يستخرج من كل مباح يخطوا إليه قربة ينويها لله فتقع خطاه قربه.
ولما كانت العثرة عثرتين : عثرة الرجل وعثرة اللسان جاءت إحداهما
قرينة الأخرى في قوله تعالى :
﴿وعِباد الرّحْمٰنِ الّذِين يمْشون على الْأرْضِ هوْنًا وإِذا خاطبهم الْجاهِلون قالوا سلامًا﴾
[ الفرقان:63]
فوصفهم بالاستقامة في لفظاتهم وخطواتهم ،
كما جمع بين اللحظات والخطرات
في قوله : ﴿يعْلم خائِنة الْأعْينِ وما تخْفِي الصّدور﴾
[ غافر:19]
المصدر
من كتاب
الداء والدواء
أو الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
تأليف الإمام أبي عبد الله شمس الدين ابن قيم الجوزية
رقم الصفحة (163)