داعش” يوجه ضربة اقتصادية قوية لنظام الأسد
سيطرة "داعش" على منجم خنيفيس للفوسفات، الذي يقع على بُعد نحو 70 كيلو مترًا جنوب تدمر بريف حمص، يشكل ضربة قوية للنظام السوري.
دمشق – إرم
أكدت صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية، الخميس، أن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وجّه ضربة قوية لنظام الأسد، وسيطر على آخر مصادر دخله الرئيسية.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته الخميس إن سيطرة “داعش” على منجم خنيفيس للفوسفات الذي يقع على بُعد نحو 70 كيلو مترًا جنوب تدمر بريف حمص، شكل ضربة قوية للنظام السوري، حيث منعه من آخر مصدر رئيسي للدخل.
وترى الصحيفة البريطانية أنه في ظل ترنح الاقتصاد، فإن الفوسفات يعد المصدر المهم للدخل، وفي الربع الأول من هذا العام تم تصدير 345 ألف طن منه بقيمة 35.3 مليون دولار أمريكي، أي بزيادة نسبية عن 18.2 مليون دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وتقول الصحيفة إن “المنجم كان أحد أواخر مصادر الدخل لنظام الأسد، إلى جانب بعض حقول النفط القليلة الأخرى، حيث إن صادرات الفوسفات على وجه الخصوص، هي مصدر الدخل الوحيد للنظام الذي تزايد خلال الربع الأول من العام الجاري”. خاصة في ظل زيادة التضخم، وحاجة النظام الماسة للعملة الأجنبية.
وقالت مراسلة صحيفة “ديلي تلغراف” في بيروت “روث شيرلوك”، إن المؤيدين لتنظيم الدولة تبادلوا على “تويتر” صورًا لمنجم الخنيفيس، حيث زعم بعضهم بنشوة بأن السيطرة على المنجم ستجلب ملايين الدولارات على خزينة “الدولة”.
واعتبرت “الديلي تلغراف” أن السيطرة على منجم الفوسفات “أمر محوري يُغيّر من موازين القوة في المنطقة”، مشيرةً إلى أن “التنظيم لن يكون قادرًا في الغالب على الاستفادة من الفوسفات الموجود، إلا أن الأمر الأهم بالنسبة له هو منع النظام من الحصول على أي عائدات منه، في ظل انهيار الميزانية وتدهور العائدات”، ما يشكل ضربة اقتصادية قوية لنظام الأسد.
وترى “شيرلوك” أن استمرار ارتفاع الأسعار، ورفع الدعم عن المواد الأساسية، وزيادة فترات قطع التيار الكهربائي، بدأت تؤثر على استمرار النظام، وأدت إلى حدوث حالات من الاحتجاجات الشعبية في المناطق التي تعد مهمة له.
وتتطرق الصحيفة إلى أن الحكومة السورية حاولت مواجهة الخسائر بدعوة الشركات الدولية إلى استخدام الطاقة الاحتياطية المتوفرة في مصفاتي النفط في حمص وبانياس. وتنتج مصفاة بانياس 60 ألف برميل نفط في اليوم، أما حمص فلديها قدرة على إنتاج 50 ألف برميل، بحسب الإعلانات التي صدرت عن الحكومة هذا الشهر.
وتذهب الكاتبة إلى أن هذه الدعوة جاءت مصممة للشركات الروسية، التي تعد الدولة المهمة والداعمة للنظام، ولكن الأحداث الأخيرة في حمص قد تردع أكثر المستثمرين جرأة.
وتبين الصحفية البريطانية أن “داعش” بنقله المعركة إلى حمص، وسيطرته على تدمر، فقد قام بضرب ما تبقى للنظام من مصادر طاقة من نفط وغاز طبيعي.
ويلفت التقرير إلى أنه في عام 2013 فقدت دمشق السيطرة على حقول النفط كلها في دير الزور والرقة في شمال البلاد، ولكنها استطاعت الحفاظ على العديد من حقول الغاز الطبيعي، وهو ما ساعد الحكومة على تزويد محطات الطاقة الكهربائية. وعليه فقد أصبحت الآن في خطر بسبب الحملة الجديدة للتنظيم.
وتورد الصحيفة أن تنظيم الدولة وهو في طريقه من سهول دير الزور إلى تدمر، توقف للسيطرة على حقلي غاز كبيرين، وقتل 56 جنديا من جنود النظام، وسيطر على حقلي الهيل وأرك.
وتنوه “شيرلوك” إلى أن حقل الهيل يعد من أكبر حقول الغاز الطبيعي في حمص، حيث لا تزال حقول الغاز في يد النظام، وتقع بعد حقل الشاعر الضخم، الذي لا يزال في يد النظام، ولكنه في وضع خطر بعد النكسات التي تعرض لها النظام، حيث قام التنظيم بقتل وذبح عدد من الجنود السوريين، بعد سيطرته على الحقل لمدة قصيرة العام الماضي.
وكان تنظيم الدولة قد تمكن الاثنين الماضي من السيطرة على مناجم الفوسفات والمساكن المحاذية لها في منطقة خنيفيس، قرب مدينة تدمر والتي تعدّ أكبر مناجم الفوسفات، في سوريا بعد هزيمة قوات الأسد.