خالد علي- سبق- نيويورك:
أكدت صحف غربية عدة في تقارير خاصة بحادثة تفجيرَيْ "القديح والعنود" أن استهداف الطائفة الشيعية في شرق السعودية، خاصة في مواقع تجمعهم الدينية كالمساجد، دليل قاطع على أن هذه الحوادث لها أهداف خطيرة لإثارة الفتنة في أكبر دولة مصدِّرة للنفط. وذكرت "الجارديان" البريطانية أن الهجوم الثاني على مسجد للشيعة في عملية انتحارية نُفّذت من قِبل التنظيم الإرهابي "داعش" هدفه بات واضحاً، وهو ضرب الأكثرية السُّنية المنتشرة في جميع مناطق السعودية بالأقلية الشيعية التي تكثر في المنطقة الشرقية. وأشار التقرير إلى أن سرعة تبني تنظيم "داعش" تؤكد أن الهجمات مخطط لها لإثارة الفوضى في أهم دولة بالمنطقة، ولم يجد مدخلاً إلى ذلك إلا بإثارة الطائفية. مضيفاً بأنه يتضح من خلال ردود فعل المواطنين السعوديين بمختلف مذاهبهم، بمن فيهم الأكثرية السنية والأقلية الشيعية، أنهم يختارون العقلانية والحكمة؛ وذلك لمعرفتهم المسبقة بمحاولات التنظيمات الإرهابية استهداف وطنهم للإضرار بهم. وأفادت "الجارديان" بأن "داعش" يعطي اهتماماً خاصاً للسعودية منذ خطاب أبي بكر البغدادي زعيم التنظيم. من جهتها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن التفجيرَيْن اللذين استهدفا مسجدَيْن للشيعة ما هما إلا امتداد لتغذية الطائفية والصراعات في الشرق الأوسط من قِبل الجماعات الإرهابية، التي تحاول إثارة الفوضى في المناطق الآمنة التي لم تصلها يد الإرهاب. وأفادت بأن الأقلية الشيعية معظمها يعيش في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط؛ وذلك لتصعيد الطائفية، وإثارة الفتنة في هذه المنطقة؛ وبالتالي جرها إلى الصراعات. وهذه الأهداف واضحة في جميع الجماعات الإرهابية التي تستهدف الدول؛ فهي تبدأ بإثارة الطائفية أولاً؛ لتجد لها مدخلاً لتلك المجتمعات؛ وبالتالي محاولة تحقيق مكاسب من وراء ذلك. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن السعودية لها جهود كبيرة في مكافحة الإرهاب، وآخرها كان الحملة التي قامت ضد المتعاطفين على أراضيها مع التنظيم الإرهابي داعش، والتحذير من الجماعات الإرهابية، وهو الأمر الذي لا يسعد هذه التنظيمات التي تستغل الشباب والبسطاء في حروبها. ولفتت الصحيفة إلى أن التفجيرَيْن الأخيرَيْن في شرق السعودية هما محاولة لتفجير الطائفية، بخلق صراع بين السنة والشيعة باستهداف مواقعهم المقدسة لتأجيج الفتنة والصراع؛ وبالتالي تسهل هذه الاضطرابات للتنظيمات الإرهابية توجيه أسلحتها نحو السعودية. وأشارت إلى أن التفجير الأخير تم إحباطه من قِبل رجال الأمن والتنظيم المشدَّد؛ وهو ما لم يُتِح للانتحاري التمكُّن من الوصول إلى داخل المسجد لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، فما كان منه إلا أن فجَّر نفسه خارج الموقع المستهدف؛ ما أدى لمقتل أربعة أشخاص، واشتعال النيران في السيارات القريبة.