لكي ننشر بالتشريح نظرة الرجل للمرأة . فعلينا أن نشرح الرجل
تحت عنوان من هو الرجل؟
هل هو تلك الكتلة المتحركة من اللحم والعظم .المستند على
قوته على المرأة بما أودع الله فيه من قوى جسدية. تفوق
القوى الجسدية للمرأة ؟ أم هو ذلك العقل المفكر ؟أم هو تلك
الكتلة العاملة بكد يجمع المال .أو ذلك الذي يسعى جاهدا
نحو التميز الاجتماعي. أم ذلك المسالم الوديع؟
كل الصفات المذكورة يجب أن تتوفر في الرجل . ولكنها
صفات غير ذات قيمة ، مالم تدار بحكمة عاقل واع يتصف بالحكمة .
يضع كل أمر في موضعه. "يوصف الحكيم "بأنه كل إمرء يضع
الأمر في موضعه.ومتى ما اتصف الذكور من بنى أدم بالعقل
والحكمة أتاح لنا الوقوف بحياد تام على صحيح نظرة الرجل
للمرأة..وهو ما يدعونا أن نشرح المرأة التي نسقط عليها نظر
الرجل الواعي الحكيم.
فمن هي المرأة ؟.
هل هي تلك اللوحة الباسمة (كلوحة المولانيزا) أم هي غصن
طرى يميس به الرريح ؟ام الحديقة المحفوفة بألازاهير العطرة
الفواحة التى تنثر أريج العطر على رذاذ الندى؟ أم هي عنود تطاول
الجيد محاذرة سهم الصياد أومفترس ؟ أم هي تلك الفراش
الناعم الوثير؟ أم هي تلك العاملة على تهيئة المأكل والمشرب.
تجول بين دهاليز وممرات المنزل تنفض الغبار عن هذا وترتب هذا .
أم هي تلك التى (يشبهها البعض بالبقرة الحلوب) العاملة والتي
ليس لها من عملها إلا وضع مرتبها الشهري بيد زوجها أو والدها ؟
إذا لم تتوفر في ذكر من الذكور من بني أدم إلا الصفات الجسدية .
دون حكمها وتسخيرها بالعقل الواعي الحكيم .فما يفرق بينهم
وبين (ثور الله في برسيمه) إلا صفاتهم الجسدية. بل الثور أفضل
لتحليل أكل لحمه وتحريم لحم ثيران البشر.
ذلك أن من نظر للمرأة نظرة لا يتجاوز دوافع الغرائز.فدوافع
الغرائز موجودة في كل مخلوقات الله المتناسلة.
إذا لم تتوفر في الذكور من بني أدم إلا الصفات الجسدية .
دون حكمها وتسخيرها بالعقل الواعي الحكيم .فما يفرق
بينهم وبين (ثور الله في برسيمه) إلا صفاتهم
أما إذا حكمت تلك الصفات للرجال بحكم العقل والوعى بدور
المرأة في حياته . فإن نظرت الرجل للمرأة سواء أحبها أو كرهها.
إنما هي نظرت إنسانية . تقترن بالعاطفة الايجابية مع (الحب)
وما يمليه الحب من عواطف مختلفة .ترق وتسترق .فالمرأة
طبيعتها الرقة .تسرق لمن يسترقها.وتميل على من يميل
بظله عليها .وحينما تميل تغدق العطاء وتثرى الحياة بالسعادة.
فتكون كالخميلة تجد فيها الظل الوارف، والأريج المبهج،
والمنظر الحسن، واللين والحنان والعطف والشفقة والرجاء
والأمل..تزرع في رجولة الرجل الاعتزاز والقوة والفخر كما لو تعنيه
دون غيره مقولة " لولا بديع صنع الله ما نبتت تلك الفضائل
في لحم ولا عصب"،فتوحي إليه بالتفرد بالمكانة التي
يحب أن يكون فيها أمام المرأة. والرجل الذي تتوفر له امرأة
تتصف بالصفات المذكورة . ولا ينظر إليها كأعظم النساء .
إنما يسقط صفة مهمة من صفات نموذج الرجل الذي تتوخاه
في الرجال كل إمراة.. انتهيت بوجهة
في المرأة المتمثلة بالتالي:
ما أراها إلا كتلة العواطف والحنان والرقة ،والتضحية والتفاني،
والمشاعر والحب والخوف والانتظار والرجاء والأمل ،
والملقى والملفى وباحة الأنس والاستئناس وتكية تخفيف
العناء والهموم... فالرجل لا رجل .بل لاشئ من دون المرأة ،
كماهي المرأة لاشئ من دون الرجل. وليس الوجود لكليهما
وجود لذات الذكورة والأنوثة. إنما وجود الرجل بصفات الرجولة فيه ،
والمرأة بصفات الانوثة فيها ..