اضاءة رمضانية
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين :
رسولنا وحبيبنا محمد صلَّ الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛
أحبتي ..... أيام معدودة وسنستقبلُ خير الشهور وأعظمها وأحبُها إلى الله وعباده
شهر رمضان البارك ، قال صلَّ الله عليه وسلم : إذا دخل شهر رمضان
فُتّحت أبواب الجنة وغُلّقت أبواب النار وصُفًّدت الشياطين
وأول ما يجب علينا ونحنُ نستبشرُ بقرب قدومِ هذا الضيف المبارك
هو أن نحمد الله عز وجلّ أن يبلّغنا رمضان أعوام وأعوام عديدة
ربمّا فقدنا من كان معنا في العام الماضي
وربمّا نكون نحن من المفقودين في العام القادم
شهرٌ أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار
فيه نزل القرآن الكريم وفيه ليلة خيرٌ من ألف شهر
قال تعالى ( إنًا أنزلناهُ في ليلة القدرِ، وما أدراك ما ليلةُ القدر ،
ليلة القدر خيرٌ من ألفِ شهر ، تنزًّل الملائكةُ والروحُ فيها بإذن ربِّهم من كل أمرٍ
سلامٌ هي حتَّى مطلعِ الفجر )
ولندرك أحبتي أهمية وعظمة هذا الشهر المبارك
وجميعنا يعلم بأنّ أيامه ولحظاته مسروقةً وسرعان ما تمضي
كم من الندم يتغشانا عند رحيله وكم من الدموع نذرفها في ليلة وداعه
هنيئاً لمن إغتنمَ تلك الأيام واللحظات المباركة
وأقترب بها من الله تعالى بالخيرات والفضائل التي أنعم الله علينا بها في هذا الشهر المبارك
قال صلَّ الله عليه وسلم : من صام رمضان إيماناً وأحتسابا غُفر له ما تقدّم من ذنبه
يجبُ علينا إدراك هذه اللحظات المباركة قبل أن تمضي
بالمبادرة بالصدقة وإطعام الصائمين وقيام لياليه صلاةً ودعاءاً
تضرعاً وخشيةً ورغبةً برضاه وعفوه عز وجلّ ،
والعمرة به تعدلُ حجة
كما قال صلًّ الله عليه وسلم
( عمرة في رمضان تعدلُ حجة ) وفي لفظ آخر تعدل حجة معي
شهرٌ به من الفضائل لا تعدّ رحمة وغفران وعتق من النيران
وأعدّ الله للصائمين في الجنة باب لا يدخل منه سواهم يدعى بالريان
وليلة قدر تتكاثر فيها البركة والرحمة والمغفرة وتنزل بها الملائكة
من السماء بأمر ربها
ليلة يقدر بها ما يكتبه لنا المولى عز وجلّ
لنغتنم رمضان وأيامه وللنعم بالثواب وتكاثر الحسنات والأجر المضاعف فيه
فما أسعد الله بنا لقربنا بتوبتنا بدعائنا وتضرعنّا خشيةً لوجه الكريم
اللهم إجعلنا ممن أدرك رمضان صيامه وقيامه
وأغتنم فضائله وخيراته ، وأجعلنا ممن رحمتهم وغفرت لهم وعتقت رقابهم من النار
اللهم أجعلنا ممن أدرك ليلة القدر ونال بها رضاك وعفوك إنك عفو كريم
وصلَّ الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .