الثقة بالنفس
هي القدرة على اعتماد الشخص على نفسه وقدراته وقراراته عند التصرف في كافة شؤون حياته، دون قلق أو خوف، و دون اللجوء أو الإعتماد على من هم حوله من أهل أو أصدقاء أو غيرهم.
ومن الجدير بالذكر، أن الثقة بالنفس تعد من الأمور التي يكتسبها الشخص من البيئة المحيطة التي ينشأ بها؛ إذ أنها لا تولد مع الشخص، لذلك فأنها تعد من الأمور الهامة التي يجب الإنتباه لها في أساليب التربية الحديثة ؛ لأن الطفل الذي ينشأ في أسرة و بين أبوين يعززان ثقته بنفسه ، سيكتسب هذه المهارة لتصبح منهجاً تسير عليه حياته فيما بعد.
كيف أزيد ثقة طفلي بنفسه
سنتطرق هنا على سبيل الذكر لا الحصر، إلى عشرة نقاط مهمة و أساسية يجب عليك كأم أن تهتمي بها أثناء تربيتك لطفلك، لينشأ واثقاً من نفسه، قادراً على اتخاذ قراراته، و مؤمناً بذاته
.
أولاً: تصرفي بثقة أمام طفلك
يجب أن تعلمي انك الشخص الأول الذي يتعلم منه طفلك، فثقتك بنفسك و صدقك في تعاملك مع الآخرين سوف تعزز هذا المفهوم عنده، لا تترددي كثيراً أمام طفلك في اتخاذ القرارات الحياتيةالبسيطة والتي يكون أي قرار فيها صائباً.
ثانياً: دعي طفلك يشاركك القرار
استعيني برأي طفلك و ناقشيه، خذي رأيه في الأمور البسيطة، فهي تعلمه كيف يبدأ بالتفكير المنطقي و الذي يعزز ثقته بنفسه؛ مثلاً، اصطحبيه معك الى السوق و دعيه يبدي رأيه بين قطعتين من اللباس أو الالعاب أو حتى أثاث المنزل و تناقشي معه أي القطعتين تناسبكما أكثر. دعيه يقرر الأمور التي تتعلق بأمور حياته اليومية، كأن يختار ملابس الخروج مثلاً.
ثالثاً: امدحي طفلك
مدح الطفل من الأمور الهامة التي تعزز ثقته بنفسه، وخاصة المدح أمام الغير؛ تحدثي عن انجازات طفلك أمام زوجك وأهلك وأهل زوجك وكوني فخورة به و رددي على مسامعه أنك تثقين به لمساعدته لك في كثير من الأمور. من الأافكار الجيدة أن تضعي في غرفته لوحة الإنجازات التي ستشعره بالفخر كلما نظر اليها.
رابعاً: ابتعدي عن حماية طفلك الزائدة
لا تخافي على طفلك بشكل يزيد عن الحد الطبيعي، ولا تأخذي على عاتقك القيام بواجباته و مسؤولياته، كأن تقومي مثلاً بحل واجباته المدرسية، أو ترتيب سريره. عوّدي طفلك من الصغر على تحمل المسؤولية وأن هناك بعض الأمور التي يجب أن يقوم بها هو ولن يستطيع أي شخص آخر مساعدته بها. مع الأخذ بعين الإعتبار عمر الطفل و المسؤوليات التي يستطيع إنجازها في هذا العمر.
خامساً: شجعي طفلك على أن يكون له أصدقاء
إن وجود الأصدقاء في حياة الطفل هو أمر لا بد منه لتعزيز ثقته بنفسه، أما إذا كان طفلك لا يفضل وجود الأصدقاء في حياته، حاولي أن تساعديه في تكوين صداقات جديدة كأن تتعرفي على أصدقائه و عائلاتهم، أو أن تدعي أصدقائه لبيتك و تقومون بقضاء وقت ممتع سوية.
سادساً: لا تجعلي طفلك يخاف من قراراته
علمي طفلك مهارة إبداء رأيه في قرار اتخذه، لا توبّخيه اذا أخطأ، استمعي لما يريد أن يقوله لك، ناقشيه و شجعيه على توجيه الأسئلة، ولا تتهربي من أي سؤال يطرحه عليه.
سابعاً: علمي طفلك مهارات عديدة
من الأمور التي تزيد من ثقة طفلك بنفسه، هي شعوره بأنه يعرف الكثير من الأمور، علميه الرياضات المختلفة كالسباحة و كرة القدم و غيرها، وسّعي أفق طفلك بتشجيعه على القراءة، و ارو له القصص التي تتناول المواقف التي تتطلب من بطل القصة أن يكون شجاعاً واثقاً بنفسه.
ثامناً: أوف بوعودك له
دعي طفلك يثق بك، ويثق بمن حوله، فهذا يعزز ثقته بنفسه.
تاسعاً: لا تنقذي طفلك من مشاكله البسيطة
لا تدافعي عن طفلك، دعيه هو يفعل ذلك، عوّديه أن يعتذر إذا أخطأ بحق أحدهم، وعلميه أن في ذلك مصدر قوة ينبع من مراجعته لذاته ومعرفتهأنه أخطأ في حق غيره.
عاشراً: احترمي خصوصية طفلك
لا تاخذي شيئاً من حاجاته وألعابه دون إذنه، و حاولي تخصيص بعض الأماكن في البيت أو الحديقة وأشعريه بأنه مسؤول عنها، كأن يكون مسؤولاً عن غرفته، أو حديقة المنزل الخارجية؛ دعيه يهتم بكامل تفاصيلها و اسأليه دائماً عن أي جديد فعله بها.
في النهاية، عليك أن تعرفي أن هناك الكثير من السلوكيات التي تعزز ثقة طفلك بنفسه، وهي تتمحور معظمها في أهمية تعزيز الإيجابيات التي يقوم بها طفلك و تحمله مسؤولية السلبيات التي تصدر عنه. و تذكري دائماً أن ثقتك بنفسك وتعاملك مع باقي أفراد أسرتك بتفاهم و حب و ثقة، سيعزز من شعور طفلك بأنه مسؤول و واثق من نفسه.