كَمْ مِنْ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...
عَنْ الزُّهْرِيِّ : أَخْبَرَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ : عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : (( اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ يَقُولُ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَمِنْ الْفِتْنَةِ ، مَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْخَزَائِنِ ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ ، كَمْ مِنْ كَاسِيَةٍ فِيالدُّنْيَا عَارِيَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَكَانَتْ هِنْدٌ لَهَا أَزْرَارٌ فِي كُمَّيْهَا بَيْنَ أَصَابِعِهَا .
(كَمْ مِنْ كَاسِيَة فِي الدُّنْيَا عَارِيَة يَوْم الْقِيَامَة ) قَالَ اِبْن بَطَّال قَرَنَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُزُول الْخَزَائِن بِالْفِتْنَةِ إِشَارَة إِلَى أَنَّهَا تَسَبَّبَ عَنْهَا , وَإِلَى أَنَّ الْقَصْد فِي الأَمْر خَيْرمِنْ الإِكْثَار وَأَسْلَم مِنْ الْفِتْنَة
وأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَذَّرَمِنْ لِبَاس الرَّقِيق مِنْ الثِّيَاب الْوَاصِفَة لأَجْسَامِهِنَّ لِئَلاَّ يُعَرَّيْنَ فِي الآخِرَة .
وَفِيمَا حَكَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ هِنْد مَا يُؤَيِّد ذَلِكَ قَالَ : وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَلْبَس الثِّيَاب الشَّفَّافَة لأَنَّهُ إِذَا حَذَّرَ مِنْ لُبْسهَامِنْ ظُهُور الْعَوْرَة كَانَ أَوْلَى بِصِفَةِ الْكَمَال مِنْ غَيْره ا هـ
( قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَكَانَتْ هِنْد لَهَا أَزْرَار فِي كُمَّيْهَا بَيْن أَصَابِعهَا ) وَالْمَعْنَى أَنَّهَا كَانَتْ تَخْشَى أَنْ يَبْدُو مِنْ جَسَدهَا شَيْء بِسَبَبِ سَعَة كُمَّيْهَا فَكَانَتْ تُزَرِّر ذَلِكَ لِئَلاَّ يَبْدُو مِنْهُ شَيْء فَتَدْخُل فِي قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَاسِيَة عَارِيَة " .[2]
[1] رواه البخاري (5844)
[2] الفتح (10/315)
هذا الوعيد والتهديد جاء في حق المحجبة التي قد يبدو منها شيء .فكيف يكون حال العارية ؟؟؟
نسأل الله العافية والسلامة