هناك على المرافئ ... تنتشي أرواح .. وتُسحقُ أخرى تبتهجُ قلوب .. وتتحطمُ أخرى هناك على المرافئ .. يبقى قلبي وحيداً .. وهناك يهزأ الانتظارُ بأحلامي ويترصد كل أوجاعي ويُغني مع الرياح أن الأمل أضحى سراب وأني ولا أحدٌ سواي على المرافئ .. فوحدها المرافئ تعرفـُني .. فملامحي ارتسمت لديها في كل شيء .. فـ على أمواجِ الشوقِ والحنين .. ها هي آهاااااتي وعلى أصوتِ طيور البحر .. تُعزف أناااااتي وعلى مراكبِ العائدين .. تتحطم آمااااالي وبــ طــيِّ الأشرعة تـُـعـلـنُ .. أقسى انكسارااااتي منذُ طفولتي وأنا أصطحبُ المرافئ اعتدتُ الوقوفَ عليها بنظراتِ البراءةِ حيناً .. وبنظراتِ الخوف التي لم أكن أفهمها أحياناً أخرى .. فلطالما زمجرُ البحرُ في وجهي غاضباً.. أن عودي .. لا تـقـفي إياكِ مصاحبةَ المرافئ ..!! فقلبكِ لن يحتمل المواجع .. كنتُ أضحكُ حينها .. كنتُ أظنُ البحر يـُداعبني .. يـُرسل أمواجه تـُلاطفـُني .. لم أكن أعلم أنه يطـرُدني .. يـُحذرني فالمكانُ لا يليقُ بقلبي .. ولكن قلبي تعلّق بالمرافئ .. فـكبرتُ معها .. ومع أحلام العاشقين .. ومع أشواقِ أنثى أرهقها الحنين .. ومع قلمٍ اعتاد الانسكاب على صفحاتِ المياه .. ليكتب .. أنني مازلتُ أنسُـجُ الأملَ رداء .. أنني أغفو على حـُـلمِ اللقاء .. أن قلبي بعد لم يذّويِّ فما زال يـُنشدُ الأشعار .. قصائدٌ أُغنيها .. تراتيلُ عشقٍ أهيم بها .. وينبضُ قلبي بكل معانيها أرسلها مع النسمات أبعثها مع الأمواج تتجملُ بها أشرِعةُ المراكب يـُرددها الصيادون ويـُنشدُها كل العائدون .. وحدها المرافئ تعرفـُني .. ووحدي أبقى على المرافئ .. فالكلُ يأتي إلى هنا .. تحملهم أشواقهم وتسبقهم أحلامهم .. يأتون حاملين الورد والزهر .. عازفين الحب قصائدَ وتراتيل عشق .. تـُغني أعينهم أن اللقاء قد حــلّ .. يـُـلوِّحون بأيديهم للمراكب .. فتـُـلوِّح المراكب لهم .. أن السعد قد هــلّ يأتون حاملين الورد .. ويعودون يحملهم من له في القلب ود .. المـرافـئ لهم مـسـرحُ لــقــاء .. ومـحـطـةٌ لـمعـانـقـةِ الأحـبـاب .. وحدها المرافئ تعرفـُني .. ووحدي أبقى على المرافئ .. أسكبُ الدمع من عينييّ بحراً .. أحسُ المساء اختناقاً .. أضيعُ في وحشة اللاوجود .. أصرخُ بعلو صوتي .. قد هدنيّ قيدُ الظروف .. فمتى أتحرر من القيود ..؟؟ ما من إجابة ..!! فيأبى صوتي حتى أن يعود .. فأعود مـُـثـقـلةً بحِـمل السؤال .. وبـروحٍ أنهكتها أيامُ الانتظار .. لــ أُلملم الأوهام زاداً لأنثى هدها الوجد .. وأغراها حـُلـمـها الكذوب .. وحدي على المرافئ أحتضنُ شـتـات قلبي .. فأسمعُ الناي يـعزِف أنااااات وحدتي .. تـُـراهُ قلبي عازفاً على أوتارِ حـُزني القديمِ الجديد ..؟؟! أم تـُـراهُ غناءُ الأصيل الذي لا يأبه بقلبي .. ولا يـُعدُ شيءً لديهِ دمعي ... ؟! آآآآآه كم أشتاق لــ أُغنيةِ اللقاء تـُعزف على هذه المرافئ .. كم أشتاق أن أرقـُــصَ على مــســرح المرافئ .. رقـصـةَ اللــقــاءِ والـعـِنــاق .. لــيُـغـني حينها الأصيل .. على وقعِ أقدامــي ولـتعلم النجوم والمراكب .. ولترى الطيور والأمواج .. وليشهد الصيادون وكلُ العائدون .. كيف تكون لحظةُ اللقاء .. لحظةُ العـِناق ولـترويـِّها عـني الـمـرافــئ .. مما تصفحت وراقت لي