الوفاء - من أروع الصفات التي منحها الله عز وجل للإنسان ، خُلُقٌ غايةٌ في الروعة والجمال، جميعنا له قلب وعقل، قلب يحمل المحبة والوفاء وعقل يحمل ذاكرة تحوي كل ذكرى جميلة ومواقف رائعة لأشخاص عرفوا معنى الإخلاص والصدق في المعاملة فاستحقوا الوفاء والإكرام. إن الوفاء من الأخلاق الكريمة، والخلال الحميدة، وهو صفة من صفات النفوس الشريفة، يعظم في العيون، وتصدق فيه خطرات الظنون. قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة:1] وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ
كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [الصف:2، 3]. واعلم أن للوفاء أنواعًا عديدةً، فباعتبار الموفَى به هناك: الوفاء بالوعد، والوفاء بالعهد، والوفاء بالعقْد. وباعتبار الموفَى له هناك: الوفاء لله، والوفاء لرسوله صلى الله عليه وسلم، والوفاء للناس.. وسوف أركز حديثي هنا عن الوفاء مع الناس ، إن الحديث عن الوفاء مع الناس حديث ذو شجون ؛ فطر الله الإنسان على محبة الوفاء بل ومحبة من يتصف بصفة الوفاء . إن رسول الله - سيد الأوفياء - صلوات الله وسلامه عليه
كان وفيًّا حتى مع الكفار، فحين رجع من الطائف حزينًا مهمومًا بسبب إعراض أهلها عن دعوته، وما ألحقوه به من أذى، لم يشأ أن يدخل مكة كما غادرها، إنما فضل أن يدخل في جوار بعض رجالها، فقبل المطعم بن عدي أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في جواره، فجمع قبيلته ولبسوا دروعهم وأخذوا سلاحهم وأعلن المطعم أن محمدًا في جواره، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم الحرم وطاف بالكعبة، وصلى ركعتين، ثم هاجر وكون دولة في المدينة، وهزم المشركين في بدر ووقع في الأسر عدد لا بأس به من المشركين؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو كان المطعم بن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له [رواه البخاري]. فانظر إلى الوفاء حتى مع المشركين.. وهل تعرف أبا البحتري بن هشام؟ إنه أحد الرجال القلائل من المشركين الذين سعوا في نقض صحيفة المقاطعة الظالمة، فعرف له النبي صلى الله عليه وسلم جميله وحفظه له، فلما كان يوم بدر قال صلى الله عليه وسلم: «ومن لقي أبا البحتري بن هشام فلا يقتله». فهل تتذكر مَنْ أحسنوا إليك في حياتك؟ هل تتذكر إحسان والديك؟ هل تتذكر إحسان معلمك؟ إن الوفي يحفظ الجميل ولا ينساه ولو بعد عشرات السنين . الوفاء كالزهرة الجميلة ، والوفاء هي قطرات الندى عليها . أبحرتُ في عالم ِالحبِ ابحثُ عن دواء فوجدتُ جرحاً نازفاً في كل ِقلبٍ ذي سخاء تُبادلُ المحبوبَ حباً خالصا ً ليسَ ينقصهُ الوفاء وتكتب ُ فيه النثرَ والشعرَ بقافيةٍ على بحر ِالحداء تعيشُ على أمال ٍ ومُنا ًوأحلام ٍ يُخالجها الحياء تبيتُ في شوق ٍ لرؤيته ِ قريبا ًإذا ما حان اللقاء ويُخالُ لها بدرا ً يعانقها إذا ما شع نورٌ في السماء ترجي الوفاءَ وتريدُ منهُ العيشَ دوما ًفي رخاء. |
|
|