الإسعافات الأولية . . لمن سقط في وحل المعصية!!
المعصية مؤشر سوء حال مع الله عز وجل؛ لأنها وليدة غفلة متراكمة عن الله تعالى، استثمر الشيطان ما أحدثته من ران على القلب؛ ليقوم بحقنه بمزيد من غفوة الشهوة!! أو ربما تكون عاقبة لمعصية أخرى سبقتها؛ مع طول امتداد تلك الغفلة المقيتة عن الله وعن دينه، إذ أن من جزاء المعصية . . المعصية تتبعها، كما أن من جزاء الحسنة . . الحسنة تتبعها!!
أو ربما كانت سقطة لأحد عباد الله الصالحين، خطط لها الشيطان منذ زمن بعيد؛ حين ترك ذلك العبد أحدى غرف قلبه مشرعة أمام وساوسه؛ حتى أسقطه فيها على حين غفلة منه، أو خلال منعطف من ضعف إيمان!! وعليه فهي شر كلها بجميع عواقبها في الدنيا، وعار وبوار وعذاب ودمار بجميع عواقبها في الآخرة!!
غير أن من رحمة الله تعالى، أن جعل لنا في التوبة (منجاة عاجلة) لمن صدق في طلب النجاة!!
وحتى ندرك تلك النجاة، وتغمرنا تلك الرحمة؛ لابد لمن وقع في المعصية من العلم بما يلي :
· اليأس من رحمة الله في أن يغفر الذنب، أعظم من الذنب نفسه!!
· رحمة الله أوسع من ذنوب العالمين!!
· اليأس من رحمة الله أسرع طرق الشيطان للهيمنة على قلب العبد، والابتعاد به عن رحمة الله تعالى!!
· استشعار الندم، وقود التوبة الصادقة، وسبيل لإزالة الغشاوة عن عين العبد؛ ليرى قبح صنيعه؛ فيؤصل ذلك في قلبه بغض ما اقترف من المعاصي، ويحدث لديه النفور منها فيما يستقبل من العمر!!
· لهث اللسان بالاستغفار دون توقف ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، من أعظم أسباب دفع العقوبة العاجلة عن العبد؛ وإتاحة الفرصة الزمنية أمامه؛ لتعديل المسار بصدق التوية!!
· انكسار النفس لله ندماً، لا قنوطاً من رحمته، رسالة استعتاب من العبد لربه مفادها : (يا من سترتني وعاينت حقيقة ضعفي وهواني، أتمم عليَّ نعمتك بتوبة صادقة، ترفع بها عني هوان وذل معصيتي، وتبدل بها حالي)!!
· بذل أقصى الجهد؛ للتغلب على الحالة السلبية التي أحدثتها المعصية في جوانب النفس، فجعلت قواها تخور وتضعف أمام القيام بفعل الخيرات، ومغالبة النفس بإرغامها على فعل أي طاعة من الطاعات، لاستجلاب التي تليها، وتعديلاً للمسار، والتماساً لمغفرة الرحمن؛ إذ أن الحسنات يذهبن السيئات (ذلك ذكرى للذاكرين)!!
هذه بعض الإسعافات الأولية التي يجب على من انزلقت قدمه في وحل المعاصي الدنية القيام بها، طلباً للنجاة من عواقبها في الدنيا، وشديد عذاب الله في الآخرة!!