خالد خليل- سبق- (تصوير: عبدالملك سرور):تُعد "صناعة الرواشين" من الحِرف السعودية التراثية القديمة؛ فلا يكاد يخلو منزل حجازي قديم في المدينة المنورة أو جدة من الرواشين.
والرواشين لغة مفردها روشان. وروشن لفظ معرب عن الكلمة الفارسية "روزن"، وتُعني الكوَّة أو النافذة أو الشرفة، ويرادفها في مصر والشام والمغرب "المشربيات" أو "الشوابي"، ومفردها مشربية أو شوبة، وهي الغرفة العالية أو المكان الذي يشرب منه حيث توضع أواني الشرب الفخارية لتبريد المياه.
حِرفة العم سالم
"الرواشين" حِرفة العم سالم غنيم، ابن المدينة الماهر المتمسك بأصالة الحرفة رغم قدمها؛ إذ يصنع الرواشين الذهبية؛ لتبهر الأنظار، وتمتلئ بها المعارض والمهرجانات التي يشارك فيها. ووجَّه العم سالم شكره الخاص للهيئة العامة للسياحة والآثار على دعمها ورعايتها لهذه الصناعة.
وظائف الرواشين
قديماً شرح العم سالم كيف كان الناس يستفيدون من الرواشين، وقال إنها ليست للزينة فقط؛ فهي تعمل كالبراد لتبريد أوعية الشرب الفخارية "القلل أو البرادية"، واستُخدمت للحد من الغبار، وتعمل على تساقط حبيبات الرمل التي تحملها الرياح؛ فلا يتسلل منها شيء، وتمنع الذباب والحشرات الطائرة وغيرها، وتحمي من المطر أو الشمس الحارقة، وهي المكان الذي ينير المنزل، وتقوم بدور العزل عن الخارج؛ إذ إن الخشب بطبيعته عازل عن البيئة المحيطة.
أما الآن فيتحدث العم سالم بحسرة عن الرواشين، ويقول إن الناس الآن لا يطلبونها، ولا يضعونها في المنازل توفيراً للنفقات والوقت.