نظام تثبيت السرعة، يتولى تثبيت سرعة السيارة حسب رغبة السائق برلين - وكالات تزخر السيارات الحديثة بالعديد من أنظمة المساعدة على القيادة، التي تهدف في المقام الأول لتوفير المزيد من عوامل الراحة والرفاهية، بالإضافة إلى أمان وسلامة ركاب السيارة. ومن الأنظمة، التي شهدت تطوراً كبيراً نظام تثبيت السرعة، الذي يتولى تثبيت سرعة السيارة حسب رغبة السائق، ثم تطور هذا النظام ليعتمد على رادارات بعيدة المدى وكاميرات وليصبح أكثر ذكاءً، إلا أن كل ذلك لا يجعله يضطلع بجميع مسؤوليات القيادة. ويجلس باستيان زايدك خلف المقود مسترخياً، وذلك لأن مثبت السرعة بسيارته يعمل حتى 100 كلم/ساعة، كما أنه لا يعير أي اهتمام للعلامات المحددة للسرعة على جانبي الطريق، حتى أن اجتياز المنعطفات الحادة لا يخرجه عن هدوءه، ويرجع الفضل في ذلك إلى أن زايدك يجلس خلف مقود سيارة اختبارية مزودة بمثبت سرعة متصل بشبكة الإنترنت، وكل ما يتعين عليه فعله هو الاهتمام بعملية توجيه السيارة، وأوضح المطور بشركة كونتيننتال المغذية لصناعة السيارات أن الإلكترونيات بهذا النظام تقوم بعملية الإرشاد أثناء السير في خط مستقيم، وكذلك خلال عمليتي التسارع والكبح. الاتصال بالإنترنت ولا تعتمد الإلكترونيات على بيانات نظام الملاحة وصور الكاميرا فحسب، ولكنها تتمكن عن طريق الاتصال بشبكة الإنترنت من الوصول إلى الخرائط الإلكترونية المخزنة على الخدمات السحابية، والتي يتم تحديثها بشكل مستمر، وقبل وصول السيارة الاختبارية لحد السرعة تتمكن عملية الكبح من إعادتها إلى السرعة الصحيحة. وحتى بالنسبة للطرق، التي يقطعها زايدك للمرة الأولى، فإنه يتجاوز كل منعطف بشكل روتيني من خلال السرعة الصحيحة، وعلّق على هذا قائلاً: "أقود السيارة هنا وكأنني قمت بالأمر مائة مرة من قبل"، وأضاف أن ذلك يتم تنفيذه بمساعدة بيانات الخرائط الثابتة مثل اتجاه الطريق أو السرعة المسموح بها. ولكن المطور بشركة كونتيننتال يفكر في الخطوة القادمة؛ ففي وقت لاحق سيتم بث المعلومات في الزمن الحقيقي مثل الكثافة المرورية أو إشارات المرور الحمراء أو حالة الطريق؛ وبذلك يتمكن قائد السيارة من خفض السرعة عند اجتياز المنعطفات ذات الأرضية الرطبة، ومعرفة الأماكن المغطاة بالجليد لعدم انزلاق السيارة عليها. وبعد 60 عاماً من إدخال أول نظام تحكم أوتوماتيكي في السرعة Cruise Control من شركة كرايسلر وبعد ذلك بسيارات مرسيدس، تطور نظام مثبت السرعة بشكل أكبر؛ حيث أصبح يراقب محيط السيارة، كما يحافظ بشكل أوتوماتيكي على مسافة الأمان مع المركبة، التي تسير في الأمام، ومن المتوقع أن يحظى هذا النظام بمزيد من التطوير في المستقبل القريب. مساعد تنبؤي وقد زودت شركة أودي سيارتها الجديدة Q7 بمساعد تنبؤي عالي الكفاءة، ولا يمكن اعتبار هذا النظام مثبت سرعة بالمعنى التقليدي، ولكنه يعتبر نظام توجيه مسبق للسائق، فعلى سبيل المثال يطلب هذا النظام من السائق رفع القدم عن دواسة الوقود، عندما ينبغي خفض سرعة السيارة، مثلاً عند اقتراب السيارة من علامة مدخل لأحد الأماكن. وبدلاً من الكبح المفاجئ تقوم السيارة بخفض سرعتها قبل الدخول في المنعطفات والميادين الدائرية والتقاطعات والمنحدرات والأماكن ذات السرعات المحدود والمناطق السكنية، وهو ما يساعد على خفض معدلات الاستهلاك من الوقود، والتي قد تصل في أحسن الحالات إلى 10%. غرامات الرادار وقدمت شركة فورد الأمريكية حلاً مختلفاً تماماً بموديلات الفان S-Max وGalaxy للحد من الغرامات، التي تقع فيها السيارة بسبب تجاوز السرعات المحددة على الطريق، وتروج الشركة الأمريكية لهذا النظام الجديد بأنه أول مثبت سرعة يحمي من غرامات الرادار؛ ولهذا الغرض قامت فورد بربط النظام بنظام التعرف على الإشارات المرورية المعتمد على الكاميرا. وبمجرد التفعيل يقوم النظام بمواءمة مثبت السرعة مع السرعة القانونية على الطريق، كما يقوم بالكبح وخفض سرعة السيارة بشكل أوتوماتيكي مع حدود السرعة المطلوبة، ثم يتسارع بعد ذلك إلى القيمة التي تم ضبطها مسبقاً. وكما هو المعتاد يتم تجاوز حدود السرعة، التي يعمل وفقها النظام مع الضغط على دواسة الوقود. علاوة على أن قائد السيارة يمكنه الضبط بخمس خطوات مدى ارتباط النظام الإلكتروني بالسيارة مع القواعد المرورية، ويمكن تخطي هذا الالتزام حتى 10 كلم/ساعة. ويقوم مثبت السرعة بسيارة بي إم دبليو من الفئة السابعة الجديدة بتنبيه وتحذير السائق من المخالفات المرورية. وعلى كل حال تشدد شركة بي إم دبليو على المسؤولية الشخصية لسائق السيارة، وعدم ربط سرعة مثبت السرعة الذكي بشكل دائم بحد السرعة. وأوضحت بي إم دبليو أنه في كل مرة تتعرف فيها الإلكترونيات على حدود سرعة مقبلة، فإنه يجب على السائق تأكيدها لوهلة قصيرة، قبل أن تقوم سيارة الصالون الفارهة بالمحافظة على السرعة بشكل ثابت، وبالتالي يظل قائد السيارة هو سيد الموقف. ويرى هانز جورج مارميت، من هيئة الفحص الفني للسيارات "KS"، أن إلقاء المسؤولية على عاتق السائق هو منهج متعقل؛ فعلى الرغم من الدعم، الذي تقدمه الأجيال القادمة من أنظمة تثبيت السرعة، إلا أن هذا لن يعفي قائد السيارة من تحمل مسؤولية السيارة والقيادة بأمان على الطريق.