رغم أن الأفراح والليالي الملاح تمر سريعا فإنها تبقى في الذاكرة يفوح عطرها بين الحين والحين، وأجمل الليالي ليلة العمر التي مهما طال الزمن عليها نسترجع لحظاتها لنعيش معها أوقاتا ولو قصيرة لكنها جميلة، فأيام الاستعداد والاحتفال بالزواج من أروع الذكريات التي تسكن في القلوب قبل الذاكرة.
وعلى رغم اختلاف الشعوب والبلدان في تقاليد الاحتفال بالزواج كل له طقوسه وععلى رغم أن الأفراح والليالي الملاح تمر سريعا فإنها تبقى في الذاكرة يفوح عطرها بين الحين والحين، وأجمل الليالي ليلة العمر التي مهما طال الزمن عليها نسترجع لحظاتها لنعيش معها أوقاتا ولو قصيرة لكنها جميلة، فأيام الاستعداد والاحتفال بالزواج من أروع الذكريات التي تسكن في القلوب قبل الذاكرة. وعلى رغم اختلاف الشعوب والبلدان في تقاليد الاحتفال بالزواج كل له طقوسه وعاداته، فإن مراسيم الزواج تبقى جميلة في أي مكان أقيمت وكلٌّ على طريقته الخاصة.
وفي موضعنا هنا نتحدث عن ليلة جميلة بمعانيها تتمناها كثير من البنات ألا وهي ليلة “الجلوة” وتعتبرمن ضمن العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال في معظم دولنا العربية مثل (دول الخليج، سورية، لبنان، العراق، الأردن، وخصوصا فلسطين)، وأصل كلمة
جلوة من الجلو واجلاء وتعني الرحيل أو الذهاب او المغادرة بما فيه من رفعة وكرامة وعزة ” كما يقال ينجلي الظلام في معنى رفيع لقدوم الإشراق” كذالك يجلو الإنسان إلى مكان آخر فهذا جلاء وذهاب ومغادرة . أما لماذا اختيرت هذه الكلمة بالذات للتعبير عن ذهاب المرأة لبيت بعلها احتفالا بالزواج فهذا يرجع لما أتى في المأثور وما كان يستخدمه العرب للتعبير عن هذه المراسيم
وهي كلمة ” الجلاء ” في كتاب : الأنوار في مولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم تأليف أبو الحسن البكري) عن أن النساء لما رأين النبي محمد صلى الله عليه وآله _ قد _ هيأ لخديجة أشياء الجلاء وقد كان تزويج النبي بخديجة وهي بنت أربعين سنة ….قال : فخرجت خديجة أول مرة وعليها ثياب مضمّخة منظمة بالدر … قال : … ثم خرجت خديجة في الجلوة الثانية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد علا نور خديجة وزاد حسنها وجمالها …
( وهكذا جرى استخدام الجلوة تعبيرا عن هذه المراسيم. والبعض قال أن الجلوة أصلها من
التراث التركي وكانت لباس السلطان ومعروضة حالياً في المتحف التركي بمدينة اسطنبول، ونتيجة للحكم التركي استخدم الناس هذه العادة بعد إضافة بعض التغيير إليها وأصبحت احد أزياء العروس
، وطريقة الجلوات بلا شك إشهار وإعلان بهيج عرفي للزواج ليلة العرس حيث تتجلّى
العروس أمام عريسها ليلة الدّخلة وتغيِّر
العروس البدلات السبْع الواحدة تلو الأخرى، على أنغام الغناء الخاصة بالجلوة وهذا مبرر واحد من هذه الإحتفالات .. ولكل مجتمع طريقته الخاصة في إبراز شيئا من حضارته وثقافته . وما يجعل هذه العادة مشتركة بين الشعوب العربية أنها تشترك في أهازيج الفرح ومن أشهرها أغنية واحدة فقط وهي أغنية «أمينة في أمانيها)،
على رغم أن بها كلمات تختلف عن تلك التي تغنّى في الخليج، فإن مطلعها واحد: أمينة في أمانيها… تجلت وانجلت حقا سألت الله يهنيها يا الله يا ناس صلوا ع محمد جينا ونصلي على النبي… من بيت أبوها لحرم النبي بالهنا كل الهنا… زوجوا الفارس أحلى صبية…». ومن الأغاني أيضا التي تغنى في الجلوة: «أمينة في أمانيها مليحة في معانيها تجلت وانجلت حتى سألت الله يهنيها جبينها كالبدر ياضي وريقها يشفي أمراضي لها رب السما راضي وأحسن في معانيها…». كما يغنّى على
العروس حتى وإن كان اسمها ليس «خديجة» (نسبة إلى زوجة الرسول «ص» السيدة خديجة بنت خويلد): «محلى خديجة على كرسي الجلالة على كرسي الجلالة والنور فيها مثل شمسٍ تلألأت… مثل شمسٍ تلألأت…». وفي فلسطين يغنى للعروس أثناء الجلوة إهزوجة رائعة:- إتمَخْتَري اسم الله يا زينه يا ورده جُوَّه الجِنينَه عقد القرنفل يا غزاله والفلِّ خَيَّمْ علينا قومي ادخلي قصرك العالي وقولي لعريسك يا حلالي واقضي الأيام والليالي وساعات وعيشه هنيَّه قومي اطلعي اسم الله عَ سْريرِك إبن الأكابر عريسِك ربّي يْهَنّيكِ بْعَريسِك آه
يا حلوه يا شَلَبِيَّه وحياة عريسي ما بطلع إلاّ بْسَبع جَواري اثنين يمْشوا قدّامي واثنين يِمْشوا وَرايي وثلاثِه يُنُشْروا
لي الأزهار وَرْدْ وياسْمين وعطْرِيه