ونطقت الأرض تحتي،
فقالت : لا مرحباً بك ولا أهلاً !
قد كنتُ أبغضك وأنت على ظهري،
فكيف قد صرتَ في بطني ؟!
يا ويلي إذا خرجتُ من لحدي وحدي ،
حاملاً وِزْري على عنقي،
وقد يبرأ مني أمي وأبي وزوجتي ،
ومن له سعيي من ولدي
! وأسلموني إلى مَنْ بالحساب يدري ،
يا ويلي إذا نظرتُ إلى الأنبياء وقوف ،
والملائكة صفوف ،
كلٌ يُنادي : نفسي نفسي !
فمَِنْ عذاب غدٍ مَنْ يُخَلِّصني ؟
ومِنَ المظلومين مَنْ سيُنقذني ؟
ومِنْ أهوال يوم القيامة من يؤمِّنُني،
وعلى الصراط مَنْ يُثَبِّتْ قدمي ؟
عصيتُ َمَنْ ليس له بأهل أن يُعصى،
عاهدت ربي مرة بعد أخرى ،
فلم يجد عندي صدقاً ولا وفاء ..... !!
فآهٍ على أيام مضَتْ ولياليها على زلاتنا شهود ،
وآهِ على أزمنة ولَّتْ ونحن في غمرات الشهوات رُقود !
بل لهفي على أعمارٍ فاتتْ ولم تكن أوقاتها بالخير معمورة ،
وَوَاهاً على هفواتِ سَنَراها يوم النشور في صحف الأعمال مسطورة !
بل آهٍ على شباب ولَّى في غير طاعة الله ،
و خيبة الآمال على أيام خلتْ في معصية الله !
بل وامصيبتاه إذا نجا الناس وهلكنا !
ووا حسرتاه إذا قيل للبهائم : « كونوا ترابا »
ونحن في العذاب تُرِكْنا !
وواضيعة العمر إذا كنا من أهل النار !
و حرقة القلب إذا هُتِكَتْ الأستار !
وكُشِفتْ الأسرار !
وقيل لنا يوم النشور : مكانكم ! فقد غضب عليكم الجبار !
فاللهم :
اعَوْذ بك من صباح يكون مطلع شمسه إلى الجحيم !
اللهم ضاقت بنا الأرض ورحمتك لنا أوسع ،
وانقطعت بنا السبل و خيرك بنا أعظم وأجمع ..
فاللهم :
كما أوجدتنا على الإسلام ،
فأمِتْنَا عليه ،
وكما عرَّفْتَنا بجميل عفوك فخذ بزمامنا إليه .
فإنك بكل جميل كفيل ... وأنت حسبنا ونعم الوكيل |
|