:16_15_12: للكلمة صناع ولحروفها صياغ ... ولمداها صدي لاتدركه كل الأذان ... خلابة هى ... كما الألماس الحر والذهب الصافى والمرجان ... آسرة هى لو صيغت بيد فنان ... قد تعلو فى مكان ... وتهبط فى آخر ... وتنعدم رؤيتها فى أماكن كثيرة ... وما أكثر قاطنيها ... منهم من جمع بين الموهبة والدراسة ... ويمسك ناصيتها بكلتا يديه ... ويعرف عنها مالاتعرفه عن نفسها ... يلبسها كل الأثواب بتناسق فريد من نوعه ... يرسمها بكل الألوان ... بتطابق لم يكتبه بعد كتاب الألوان ... يشدو بها ... كما لم يشدو بها زرياب الألحان ... ليس لإنه يملكها فقط ... بل لإنه يعشق روحها ... جمعتهم ألفة الإحساس ... ووتر مساس حد الغرق ... لماس حد الإشتياق ... عندما تداعبه ... تجده يذرف الدمع بحنين غامر آخاذ ... لإنها كمياء روحه وثورة ملكات إحساسه ... تكاد تسمعها العين ... من فرط صدقها وحلاوة وصلها ... إنها لغتة الخاصة به والمتفرد بها ... أما الآخر دراستة صماء ... يعشقها ... وتكاد الموهبة تذهب لولا الحياء ... رغم إنه ... يمتلك ناصية الكلم ... وله ... من خزينها ومفرداتها معاجم ومعاجم ... ولة فيها ... باع وباع لا يطاوله أحدا فى معانيها ... يدرك أين تقع حروفها ... ومتى تنتهى ... ومتى تبدأ فى تراتيلها ... لوقعها صدى فى محرابه ... ولصداها عبق وسحر رائع ... لغتة متينة شيقة غنية قوية ... تحمل كل شروط الأبداع ... بل تتفوق عليه فى كثير من الأحيان ... ولكن دائما ... ينقصها روح الحياه ... الموسيقى ... كالسيدة الباهرة الجمال والأناقة ... المثيرة حد الأذهال ... وتنقصها الروح ... وغيره كثيرون ... وقف القلم فى أيديهم طويلا ... وإنحنت له مقامات ... وشرعت أبواب و شرفات ... ونوافذ مستحيلة ... يرشدون السائل بحكمة كسيرة ... ويحركون الصامد ببدعة يسيرة ... الكلمة عندهم وسيلة كسب ... لا أدب ولا ثقافة فيها ... وإن كانت معظمها ... تطبيلا وتهويلا وتسبيلا ... أما آخرهم ... فجامع لبنات الأفكار ... صائد للحرف مبتكر للموال ... يتغنى برخيصه ... ويشدو بالحمار ... ويتأبط أزيزه ... ويعلو بإقتدار ... |