تمر على الازواج ساعات صفاء جميلة فيشعر كل منهما بالحب العميق نحو الآخر فيعتقد انهُ ما من سبب مباشر او غير مباشر قد يؤثر في هذا الحب او يُفرق بينهما ، فيبدأ كل منهما بنشر أسرارهُ للآخر و يبدأ كل طرف بطرح أسئلة على الآخر عن ماضيه ، و من هذه الاسرار او الأسئلة علاقات ما قبل الزواج ، فتسأل الزوجة زوجها هل احب غيرها قبل الزواج ؟ فيُجيب الزوج مثلاً ( بنعم ) و يذكر من احب و بعض اوصافها ، و هو يعتقد ان هذا لا يؤثر على حب زوجتهُ له و يذكر ذلك من باب الماضي الذي انتهى من حياتهُ . و كذلك الزوجة في تلك اللحظة لحظة الصفاء و السعادة اذا سألها زوجها تجيب ( بنعم ) و تذكر بعض صفاتهُ ، و رغم انهُ اصبح لها ماضياً و لم يعد شيئا في حياتها ، إلا ان مثل هذه المواقف تكون سببا للطلاق مستقبلا لأن الزوج لن ينسى هذه القصة و كذلك الزوجة لن تنسى تلك المرأة فتبدأ رحلة الشك بينهما فكل نظرة معناها اعجاب و كل كلمة يُقصد من ورائها ما يُقصد ، و ما المانع فقد اعجب من قبل بأخرى و هي اعجبت بآخر ، و تبقى هذه النظرة بينهما ، لذلك اذا سئل احد الزوجين عن الماضي و كان له ماضٍ - و العياذ بالله - فليجب بالنفي و لعل هذا من الكذب الجائز . و لعلي اذكر قصة قرأتها في كتاب : " خرج زوجان الى البحر في ليلة قمرية و في منتصف الليل و هما جالسان عند البحر ، و القمر ينظر اليهما و في لحظة من لحظات الصفاء سألت الزوجة زوجها ، هل احببت امرأة قبل الزواج مني فأنكر الزوج فأصرت الزوجة و اخبرته ان هذا لن يؤثر على علاقتهما و حبهما و انه امر مضى و هذا حديث للذكرى و تمضية الوقت ، فقال الزوج بعد تلك الوعود : ( نعم ) و كنت اجلس معها على البحر ، و كانت تضع على كتفها الايمن وردة بيضاء جميلة ، و هنا جن جنون الزوجة و صرخت : كم من مرة وضعتُ لك الورود على كتفي و لم تلاحظ ذلك و هذه الى الآن لم تنس وردتها ، و تشاجرا و انتهى الشجار بالطلاق ".