معظم الشباب والمراهقين تحولوا إلى مدمنين لمواقع
التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، وبصفة خاصة
موقع الفيس بوك. وينصح الخبراء بضرورة مواجهة
هذا الإدمان بشكل سريع، ومحاولة التخفيف منه،
أو حتى التخلص منه تماما، لأنه يؤثر على الحياة
الاجتماعية الطبيعية للأشخاص في تلك الفئات العمرية،
ويمنعهم من التواصل الحقيقي في الحياة اليومية مع
الناس من حولهم.
وفيما يلي سنحاول عرض بعض الأسباب التي من
الممكن أن تقنعك بالتخفيف تدريجيا من جلوسك
الدائم أمام موقع الفيس بوك، وربما في النهاية
تتخذين قرارا بالرحيل عنه بشكل نهائي، وإغلاق
حسابك عليه:
التعرض لخبرات سيئة أو سوء معاملة من الآخرين
على مدار السنوات الثلاث الماضية، مرت معظم
الدول العربية بظروف سياسية قاسية، وثورات
وتقلبات اجتماعية، وبسببها تحول موقع الفيس بوك
إلى ساحة صراع تشهد سجالا لا ينتهي من التعليقات
والاتهامات المتبادلة بين كل الأطياف المختلفة
للمجتمع الواحد، وهو الأمر الذي ربما عرضك لخبرة
سيئة أو سوء معاملة من أعضاء بعض الصفحات
على الموقع، أو أوصلك لخسارة بعض الأصدقاء
نظرا لعدم القدرة على التغاضي عن وجهات النظر
المختلفة في سبيل الحفاظ على العلاقة الطيبة.
وهنا ستجدين نفسك مضطرة لعمل (unlike) للعديد
من الصفحات التي كنت عضوة فيها في السابق، أو
(block) لبعض الأصدقاء بعد تطاولهم عليك
واتهامهم لك بالخيانة أو ما شابه ذلك لمجرد اختلافك
مع آرائهم. وقد ينتهي بك الأمر لغلق حسابك بكامله
على الفيسبوك لو أحسست بمرارة شديدة بعدما
مررت به.
الإعلانات
تتزايد المنشورات الإعلانية التي تفرض نفسها فرضا
على صفحاتنا الشخصية على موقع فيس بوك يوما
بعد يوم ، والتي يكون محتوى بعضها غير لائق بالمرة.
هذا بخلاف الإعلانات التي تظهر على جانبي الموقع،
والمنشورات التي تظهر في كل حين لدعوتك للإعجاب
بصفحات دعائية بعينها تخص بعض الشركات أو
المنتجات.
لقد تحول الفيس بوك إلى موقع إعلاني دعائي بكل ما
تعنيه الكلمة، ولذا فربما يكون من الأفضل أن تقللي
ساعات تواجدك عليه، أو تغادريه غير آسفة عليه.
الصور غير المناسبة
الجميع على الفيس بوك ينشرون صورهم أو صورا
جماعية لهم مع أصدقائهم في حدث ما أو تجمع ما،
وأحيانا فيديوهات، ولابد أنك في أحيان كثيرة تفاجئين
بصور أو حتى فيديوهات تظهرين فيها بشكل غير
مناسب، أو لا يروق لك لأنك مثلا لم تكوني مستعدة
للتصوير في تلك اللحظات، فتبدين عابسة أو على
وجهك تعبير أبله أو مشعثة الشعر، لكن ماذا يمكنك
أن تفعلي وقد أصبحت الصور أو الفيديوهات منشورة
على الملأ ويراها عدد كبير جدا من الناس؟ لو كنت
لا تمتلكين حسابا على الفيس بوك، قد يستمر أصدقاؤك
في نشر صور تجمعهم بك، لكن في هذه الحالة لن
يظهر اسمك عليها، وبالتالي لن يعرف أحد مَن صاحبة
الصورة إلا من يعرفها بالفعل، وهذا بالتأكيد يقلل
الضرر... أليس كذلك؟
المنافسة غير الحميدة
على الفيس بوك يتنافس جميع الموجودين حول عدد
من الأمور:
عدد الأصدقاء – عدد اللايكات التي تحصل عليها
بوستات الأعضاء وصورهم وفيديوهاتهم، وغيرها.
هذا النوع من المنافسة غير الصحية قد يثير الغيرة
بين الناس وبعضها وربما يفقد البعض ثقتهم بأنفسهم
إذا لم يحظوا بنفس الشعبية التي يحظى بها غيرهم.
مراقبة أفراد أسرتك لحسابك
إذا كنت تمتلكين حسابا على الفيس بوك، سيكون من
المحرج أن ترفضي إضافة أفراد أسرتك كأصدقاء،
وخاصة والدك ووالدتك وإخوتك وأبناء العم والخال،
وهنا ستجدين نفسك دوما تحت المراقبة، وقيد الانتقاد
لكل (بوست) أو صورة تقومين بنشرها، وكذلك كل
صفحة تثير إعجابك أو صديق جديد تقومين بإضافته
ولا يعرفه أهلك. وبالتالي ستكتشفين في النهاية انك
لا تحظين بأي نوع من الخصوصية على حسابك،
وبالتأكيد لن يكون الأمر ممتعا في هذه الحالة.
وبهذه الحال، أليس من الأفضل مغادرة ذلك الموقع
بأكمله، والعودة للحياة الطبيعية والتفاعل اليومي مع
الناس على أرض الواقع؟