يقول العلماء إن كل واحد ما يتميز ببصمة صوت لا يشاركه فيها أحد آخر، ولذلك يمكن استعمالها بدلاً من كلمات السر.. هذه البصمة أشار إليها القرآن
بعد دراسات طويلة على أسرار الصوت البشري تبين أن لكل إنسان صوته الذي يميزه عن أي إنسان آخر.. ويقول الخبراء إن صوت الإنسان أكثر تعقيداً مما نتصور، وحسب موقع سي إن إن: تعتبر أصواتنا فريدة أو أكثر تميزاً من بصمات أصابعنا. لأصواتنا خصائص محددة، يبلغ عددها أكثر من 100. بعضها تتعلق بسماكة وطول أحبالنا الصوتية، وشكل ألسنتنا، وكذلك الجيوب الأنفية. والـ 50٪ الأخرى تتعلق بشخصياتنا، مثل النبرة والنغمة والسرعة. ولذلك يحاول العلماء اليوم استخدام الصوت بدلاً من كلمات السر أو إثبات الشخصية، وبالتالي أصبح بإمكان أي شخص أن يجري أي معاملة (في بنك مثلاً) من خلال اتصال هاتفي فقط من دون استخدام أي كلمة سر أو بطاقة ائتمان أو تعريف شخصية.. فبصمة الصوت أدق من أي كلمة سر!
ولكن هل هناك إشارة في كتاب الله تعالى إلى بصمة الصوت؟ إذا تدبرنا هذا الكتاب العظيم نجد أن الله تعالى حذر حبيبه عليه الصلاة والسلام من المنافقين.. ولكن كيف سيميز النبي الكريم هؤلاء المنافقين ويعرفهم.. إنه تغير الصوت أو لحن القول!!
قال تعالى:
(وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ)
[محمد: 30]، ومعنى
(لَحْنِ الْقَوْلِ)
أي إمالة الكلام عن جهته الصحيحة، فهذا اللحن أو التغير في الصوت يدل على طبيعة وشخصية صاحبه، فطبيعة صوت المؤمن تختلف عن طبيعة صوت المنافق أو الكاذب.. وهذه الآية تدل على أن كل إنسان يحاول أن يكذب أو يقول ما ليس في قلبه أو يزور الحقائق سوف يبدو ذلك واضحاً من خلال صوته.
ولذلك يقول العلماء إن الإنسان لا يمكن أن يقلد صوت شخص آخر، ولا يمكنه أن ينكر شخصيته من خلال صوته، فالصوت هو تعبير دقيق عن الشخصية، وهو أكثر تعبيراً عن الشخصية من بصمة الإصبع، لأن صوت الإنسان وطبيعة الكلمات والعبارات التي يستخدمها في حديثه تختلف من شخص لآخر.
ونقول سبحان الله! كيف جاء هذا التنوع الهائل في الأصوات البشرية على مدى التاريخ.. مليارات البشر خلقهم الله، وخلق لكل واحد منهم صوتاً يختلف عن الآخر.. هل جاء هذا الاختلاف بالمصادفة، أم بتقدير من الله عز وجل؟؟
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل