أصدرت منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA
مؤخرا إعلانا تحذر فيه من استهلاك الدهون
المهدرجة.
إذا لم تكن لديك فكرة عن الدهون المهدرجة، فهي
عبارة عن المسلى والزيوت النباتية التي تتم معالجتها
بصورة صناعية، وباستخدام مواد كيماوية من خلال
عملية تسمى الهدرجة، مما يجعلها غير آمنة على
صحة الإنسان وتتسبب في إصابته بالعديد من
الأمراض الخطيرة.
تقوم هذه الدهون المهدرجة الضارة بالتسبب في
رفع نسبة الكوليسترول في الدم، وبالتالي انسداد
الشرايين، والإصابة بالأمراض القلبية والجلطات،
والسمنة المفرطة.
كما أن تناول هذه الدهون المهدرجة يشكل خطورة
على الفتيات والنساء بصفة خاصة، حيث وجد
باحثون فرنسيون في دراسة حديثة أن النساء اللاتي
لديهن أعلى مستويات في الدم من الدهون المهدرجة
تتضاعف مخاطر إصابتهن بسرطان الثدي مقارنة
بمن لديهن مستويات أقل.
ومن المحتمل أن تقرر منظمة الـ FDA لاحقا
وضع ملصق معين على المنتجات الغذائية
المشتملة على دهون مهدرجة، بحيث لا يسمح
بتداولها أو استخدامها في الأغذية المصنعة من
قبل الشركات، إلا بعد الحصول على تصريح
المنظمة الصحية.
يعتبر اتجاه منظمة الأغذية والأدوية إيجابيا للغاية،
لأن الأمرقد أصبح بالفعل مخيفا للغاية، فالدهون
المهدرجة تتواجد بنسب مختلفة في معظم الأغذية
المصنعة، مثل الكوكيز، والمقرمشات المصنوعة
من البطاطس والبيتزا سابقة التجهيز، والفيشار،
هذا بالإضافة إلى استخدامها في إعداد الوجبات
السريعة، كالبطاطس المقلية، والدجاج المقلي
وشطائر الهامبورجر والسوسيس وغيرها.
أي أنه من الصعب جدا على فئة المراهقين والشباب
المتواجدة معظم الوقت خارج المنزل تجنب تناول
هذه الدهون الضارة بشكل متكرر، مما يجعلهم
على المدى الطويل عرضة للإصابة ببعض أو كل
الأمراض الخطيرة السابق ذكرها.
المشكلة الأكبر هي استخدام هذه الأنواع من الزيوت
والمسلى المصنوعين من الدهون المهدرجة في طهو
الطعام المنزلي بمختلف أنواعه، بعد أن انتشرت
بشكل كبير وواسع في وطننا العربي في السنوات
الأخيرة، نظرا لانخفاض سعرها بشكل كبير
مقارنة بالمسلى الطبيعي والزيوت النباتية غير
المعالجة صناعيا.
ويقوم المتخصصون في مصانع المسلى والزيوت،
بتصنيع هذه المنتجات الدهنية المهدرجة، من خلال
إضافة الهيدروجين إلى الزيوت النباتية، لتحويلها
إلى الحالة الصلبة، وقد بدأ إنتاج المسلى والزيوت
بهذه الطريقة منذ بدايات القرن العشرين.
وبالإضافة إلى اعتدال أسعارها، فإن أصحاب
مصانع الأغذية المصنعة يقبلون على استخدام تلك
الدهون المهدرجة صناعيا نظرا لأنها تعتبر بشكل
ما نوعا من أنواع المواد الحافظة التي تطيل من
عمر أغذيتهم وتمنحها صلاحية أطول، كما أنها
تضيف لها طعما أشهى، لذا فهم يتغاضون عن كل
المشاكل الصحية التي يمكن أن تتسبب فيها هذه
الدهون الضارة للمستهلكين.
لكن الآن ربما يكون اتجاه منظمة الأغذية والأدوية
الأمريكية لوضع نوع من أنواع الحظر أو التقنين
على استخدام الدهون المهدرجة بأنواعها، بادرة
طيبة قد تدفع شركات الأغذية المصنعة العالمية
إلى تقليل استخدام مثل هذه المواد المحظورة في
إنتاج أنواع الطعام المختلفة، وهو الأمر الذي قد
يصل في النهاية ليتم تطبيقه أيضا في شركات
ومصانع الأغذية في عالمنا العربي.
وإلى أن يحدث كل ذلك، عليك أن تتجنبي تناول
الوجبات الجاهزة السريعة التي تقدمها المطاعم
المختلفة، والحرص على تناول الطعام المعد منزليا
قدر الإمكان، وتوعية صديقاتك بمدى خطورتها،
وأن عليهم استبدال الكوكيز والمقرمشات بالفواكه
والخضراوات الطازجة كوجبات خفيفة في منتصف
اليوم.
قومي أيضا بتوعية والدتك بخطر استخدام المسلى
الصناعي والزيوت النباتية المهدرجة في الطهي
المنزلي، وارشديها إلى ضرورة استخدام الزيوت
النباتية الطبيعية غير المعالجة
(كزيت الزيتون البكر وزيت الذرة وزيت
عباد الشمس وغيرها)،
والتأكد من ذلك من خلال البيانات الغذائية التي
تكون موجودة على عبوات المنتجات الغذائية.