ما أروع الحب في الله ومن أجله
ما أروع أن تَتَّقِي الله في مَن تُحِب،
وأن تُراعِي الله في ما تُحِب،
فإنَّك بِإذنه ستُسعَدُ بمَن تُحِب”،
كلمات في روعتها تكفي أن تبين لنا كيف يمكن أن يكون الحب،
وأي حب، الحب في الله، أعظم به من حب،
حبي وحبك لله هو أسمى أنواع الحب،
فلا حب يعدله ولا هوى، لأن من تحبه هو الله.
رابعة العدوية قالت في حب الله قولا لازال حيا عبرت فيه عن حب الله وكيف يكون،
فأنشدت أبياتنا يخفق له القلب ويرتجف فقالت فيما قالت:
.
أحبك حبين حب الهوى ****** وحب لأنك أهل لِذاكَ
فأما الذي هو حب الهوى ****** فشغلي بذكرك عمّن سواك
.
وأما الذي أنت أهلٌ له ****** فكشفك للحجب حتى أراك
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ****** ولكن لك الحمدُ في ذا وذاك
ولما علمت بأن قلبي فارغ ****** ممن سواك .. ملأته بهواك
ومـلأت كلّي منك حتى لم ****** أدع مني مكاناً خالياً لسواك
فالقلب فيه هيامه وغرامه ****** والنطق لا ينفعك عن ذكراك
أعظم أنواع الحب هو حب الله،
ولكن هل يمنع أن يكون هناك حب غير حب الله،
نعم يمكن أن يكون هناك حبا لغير الله،
ولكنه حبا مختلفا عن حب الله،
ولكن أعظم الحب لغير الله هو أن هذا الحب هو من أجل الله،
هذا النوع من الحب أعلى مراتب الحب بعد حب الله،
لان مثل هذا الحب تنتفي فيه المصلحة أو المنفعة،
ويكون خالصا لوجه الله، وهذا الحب يبقى ما بقي من أجل الله.
أما من ادعى أن حبه لله مخادعة من أجل تحقيق مصلحة أو لهوى في نفسه
وما أن تنقضي مصلحته أو ينفذ هواه يظهر على حقيقته ويبين موقفه وتنكشف سوءته،
هذا النوع خائن لله لا أمن له ولا أمان، وما أن ينكشف أمره يجب أن تقطع العلاقة به ولا أسف عليه،
وجزاؤه على الله فلن يتركه وسينال ما يستحق من غضب الله،
لأنه مخادع غشاش، وهذا النوع يجب ان يبغض، وهذا البغض هو أيضا بغض في الله،
لأنه خان عهد الله، وبغضنا له لخيانته عهد الله.
لذلك البغض يجب أن يكون في الله، لأنه لو كان غير ذلك فهو سيكون لهوى أو مصلحة ولا يختلف عن الحب لغير الله،
فكما أحببنا الله علينا ان نبغض في الله، لذلك علينا أن نختار الصحبة،
التي يجب أن تكون لله وفي الله، نجتمع على حب الله ونفترق على حب الله.
المسئولية لا تقع فقط على خائن عهد الله، بل نحن نشارك في جزء من هذه المسئولية
لأننا لم نحسن الاختيار وتجاوزنا الميزان وأقمنا حبا زائفا لا يقوم على الحب في الله،
لذلك قالوا قديما (قل لي من تصاحب أقول لك من أنت) وقالوا (الصاحب ساحب)،
فحسن الاختيار واجب.
ليعيد كل واحد منا النظر فيمن يصاحب وميزانه في ذلك هو قانون (الحب في الله)
حتى مأمن صاحب السوء والصاحب من أجل المصلحة أو المنفعة،
وإن خدع بعضنا في لحظة ما فلن يخدع على طول المدى،
لأن الكيّس الفطن وهذا ديدن المؤمن دائما يُفعل قانون (الحب في الله)
بين الحين والآخر لمعرفة طبيعة الحب القائم بين الأصحاب،
وإذا حدث اختلال في الميزان يكون البغض في الله