تعد زهرة "الطفيلية الحمراء الصفراء" من الأزهار العجيبة ببنيتها النباتية، ومن الأزهار النادرة من حيث عدد مرات مشاهدتها في الطبيعة، وتكاد تكون لغزاً محيراً في جبال الابيض المتوسط الساحلية المرتفعة.
تشاهد زهرة "الطفيلية الحمراء الصفراء" وهذا نسبة إلى تشارك هذين اللونين في بنيتها النباتية، في أشهر محددة من السنة ب وهما شهري نيسان وأيار، و «تتزين الطبيعة بلون أحمر فاقع منسجم مع لون أصفر في كتلة زهرية تنمو وسط الأحراج الجبلية الساحلية الخضراء في محافظة "طرطوس"، وهذا اللون الفاقع يعود لـزهرة نبتة الطفيلية الحمراء وهي إذا ما شاهدت إحداها في الطبيعة ستجبرك على تأملها ولمسها لندرتها وجمالها، حيث إن مصادفتها قد لا تتكرر مرةً ثانية، وهي نبتة طفيلية غريبة، ليس فيها لون أخضر، تكون بطول حوالي من خمسة إلى عشرة سنتيمترات، وهي نوعان ينبتان على جذور زهرة شجرة "السيستوس" البيضاء والزهرية اللون، والزهرة منها التي
تتطفل على الوردة البيضاء تكون بلون أحمر وأزهار صفراء اللون، أما الزهرة التي تتطفل على الوردة الزهرية منها تكون بلون أحمر ساطع وأزهارها كتيجان بيضاء ناصعة. وقد يصل عددها إلى حوالي ثلاث عشرة زهرة، ولب كل زهرة منها كتلة بيضاء زهرية اللون،
وهذه الزهرة تبدو وكأنها ثلاث زهرات مركبة فوق بعضها بعضاً، حيث إن الجزء الذي في الأعلى هو الزهرة الذكرية، والجزء الذي يكون أسفل منها هو الزهرة الأنثوية، أما السفلى فهي أوراق النبتة الحمراء، وقد وجدت هذا النوع شرقي مدينة "بانياس"».
لقد تميزت زهرة "الطفيلية الحمراء الصفراء" بملمسها «إن ما يدهش أكثر في هذه الزهرة هو ملمسها القاسي كأوراق الصبار، وإذا ما وجدت إحداها في بقعةٍ ما فبقليل من البحث الإضافي ستجد الأخريات بجوارها، رغم أن آخر مرة صادفتها كانت منذ حوالي عشرين عاماً، وهذه الزهرة تتواجد في مناطق
حوض المتوسط».
وزهرة الضيف وهي زهرة "السيستوس" «بشكل عام تنتشر زهرة "السيستوس" الرائعة التي تتطفل عليها زهرة "الطفيلية الحمراء الصفراء" في جبال الساحلية وتكون تويجاتها مجعدة بشكلٍ كبير، وكأنك طويتها عدة مرات، ثم بسطتها، وهذا يميزها من باقي الأزهار المنتشرة في طبيعتنا الجبلية التي اعتبرها كنزاً بيئياً كبيراً غنياً ومتنوعاً بشكل قد يفوق المنطق، وقد يكون من أسباب هذا التنوع والغنى الموقع الجغرافي المناخي المميز على ملتقى ثلاث مناطق جغرافية هي "الإفريقية" و"الآسيوية و"الأوروبية"».
وبشكل عام هي زهرة رائعة الجمال انسيابية الشكل وكأنها كأس مملوء بالزهور، فكتلتها الزهرية الكثيفة توحي بأنها تحمل على أكثر من ساق نباتية خلال مشاهدتها للوهلة الأولى، إلا أنه يتضح نموها على ساق واحدة بعد كشفها من مكان نموها أو كما يوحي اسمها».