كن نافعا أينما كنت
الشيخ محمد صالح المنجد
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد*
حلف الله فقال في كتابه (وَالْعَصْرِ *إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (العصر)*
الليل والنهار اقسم بهما أن العباد خاسرون إلا من اتصف بأربع صفات*
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ..) (العصر:3)*
وهذا شامل لأفعال الخير كلها الظاهرة والباطنة وعملوا الصالحات*
(وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر:3) الإيمان والعمل الصالح*
والتواصي بالصبر على طاعة الله وعن معصية الله وعلى أقدار الله المؤلمة ،
فبالأمرين الأوليين يكمل الإنسان نفسه وبالأمرين الآخرين يكمل غيره*
وبتكميل هذه الأربعة الأمور يكون الإنسان قد سلم من الخسارة وفاز بالربح العظيم ،
إذاً نجاة الإنسان موقوفة على سعيه في نفع الآخرين ونصحهم وتوصيتهم*
بالحق والصبر*وقد قال الله –تعالى- (.. وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77)*
وقال عن أصفيائه*(.. وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ..) (الأنبياء:73) .
أيها الإخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن فعل الخيرات نتحدث*
وعن النفع المتعدي نتكلم وقد اجتمعنا في هذا البلد الأمين نسأل الله أن يديم
أمنه وان يجعلنا إليه آيبين وان يعيننا فيه على ذكره وشكره وحسن عبادته .
ومرحبا بكم مرحبا بهذه الوجوه التي نسأل الله تعالى أن يحفظها يوم الدين*
من نار السموم وان يجعلها نيرةً بطاعته وان يبيضها يوم تلقاه .
إخواني الفرصة طيبة والمشهد مجتمع لنتحدث عن كن نافعا أينما كنت انه شعار
من شعار شباب الدين كن نافعا أينما كنت .
ولقد أمر الله بالإحسان في كتابه فقال (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ ..) (النحل:90)
(.. لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ..) (النحل:30) (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ ..)*
(الاسراء:7)*
نحن يجب أن نحسن إلى الناس وان ننفعهم بشتى أنواع النفع والنبي*
– صلى الله عليه وسلم – اخبر أن أحب الناس إلى الله انفعهم للناس*
(خير الناس انفعهم للناس) انفعهم بالإحسان بالمال والجاه لأن الناس عباد الله*
فان نفعهم نعمة يسديها الإنسان ويدفع عنه نقمه ويرتفع شرفا وقدرا بدفع الآخرين.
قال ابن القيم – رحمه الله - : وقد دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم على اختلاف
أجناسها ومللها ونحلها على أن التقرب إلى رب العالمين والبر والإحسان*
إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير وان أضدادها من اكبر الأسباب الجالبة
لكل شر فما استجلبت نعم الله تعالى و استدفعت نقمه بمثل طاعته والإحسان*
إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير وان أضدادها من اكبر الأسباب الجالبة
لكل شر فما استجلبت نعم الله تعالى واستدفعت نقمته بمثل طاعته والإحسان إلى خلقه.
كل معروف تبذله يا أخي للناس فهو صدقة كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم –
(كل معروف صدقة ) وهذا الكلام مهم لأن كل واحد عليه في كل يوم يقوم الصباح
من النوم عليه ثلاثمائة وستين صدقة مقابل ثلاثمائة وستين مفصل من مفاصله*
لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – اخبرنا بقوله ( كل سلامي من الناس عليه صدقة )
هذه الصدقات الكثيرة من أين نحصلها وكيف نجمعها ثلاثمائة وستين صدقة ،
نفع الناس من أبواب الصدقات العظيمة التي تحصل بها يا أخي هذه الثلاثمائة والستين
وزيادة لو أردت ، قال – عليه الصلاة والسلام – ( على كل نفس في كل يوم طلعت
فيه الشمس صدقةٌ منه على نفسه ، قال أبو ذر : يا رسول الله من أين أتصدق*
وليس لنا أموال ؟ قال –عليه الصلاة والسلام - : لأن من أبواب الصدقة التكبير
وسبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله وأستغفر الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر*
وتعزل الشوكة عن طريق الناس والعظم والحجر وتهدي الأعمى وتسمع الأصم والأبكم
حتى يفقه وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها وتسعى بشدة ساقيك*
إلى اللهفان المستغيث وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف كل ذلك من أبواب الصدقة
منك على نفسك ، ولك في جماع زوجتك أجر ، قال أبو ذر : كيف يكون لي اجر في شهوتي؟
فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : أرأيت لو كان لك ولد فأدرك ورجوت خيره
فمات أكنت تحتسب به ؟ قلت : نعم ، قال : فأنت خلقته ؟ قال : بل الله خلقه ،
قال : فأنت هديته ؟ قال : بل الله هداه ، قال : فأنت ترزقه ؟ قال : بل الله كان يرزقه ،
قال : كذلك فضعه في حلاله وجنبه حرامه فان شاء الله أحياه وان شاء الله أماته ولك اجر )*
والحديث صححه الألباني – رحمه الله – في السلسلة الصحيحة .
من أعظم الصدقات أداء حقوق الإخوة ، أداء الحقوق للإخوة*
(حق المسلم على المسلم رد السلام وعيادة المريض وإتباع الجنائز*
وإجابة الدعوة وتشميت العاطس ).
يا أخي كل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة .*
يا عبد الله إذا رفعت متاع صاحبك على سيارته وحملته عليها منفعة للآخرين فهذه صدقة.
امرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – بسبع كما قال البراء بن عازب :*
بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس و إبرار المقسم ونصر المظلوم*
وإفشاء السلام وإجابة الداعي .
لا ينبغي للمسلم يا إخوان أن يحتقر معروفا مهما كان قليلا لان النبي*
– صلى الله عليه وسلم – قال (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلقٍ )
رواه مسلم .
الوجه الطلق نفع متعدي يدخل السرور على أخيك هذا صدقة في ميزانك .
والأجر في نفع المسلمين عظيم فقد جاء في الصحيحين أن النبي – صلى الله عليه وسلم –*
قال ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله*
بها عنه كربه من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة )
زاد ابن أبي الدنيا ( ومن مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله قدميه*
على الصراط يوم تزل الأقدام ) وحسنة العلامة الألباني في صحيح الترغيب .
يا أخي من نَفََّسَ عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس فرج و أزال وكشف نفس الله
عنه كربة من كرب يوم القيامة والجزاء من جنس العمل ومن يسر على معسر
يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة..*
ستر بدنه رأيت عورة حاج نائم في المخيم مكشوفة غطيتها.. ستر بدنه رأيت امرأة*
شيئا من جسد أختها مكشوفا غير منتبهة إليه فغطته .
من ستر مسلما سترة الله في الدنيا والآخرة سترته فلم تظهر عيبه سترته سترا معنويا*
سترته بثوب وقد عرى سترا ماديا سترت عيبه فلم تسمح لأحد أن يغتابه ولا أن يذمه ،
من فعل ذلك ستره الله في الدنيا والآخرة فلم يفضحه بإظهار عيوبه وذنوبه.
من نَفَّسَ عن مسلم كربه وكربة نكرة وليست معرفه ؟
أسألكم ، نكرة والنكرة هذه في سياق ؟ ما نوعها ؟
شرطية والنكرة في سياق الشرط ماذا تفيد ؟*
العموم يعني أي كربة صغيرة أو كبيرة ( والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه )
( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ) يعني من كان ساعيا في قضاء حاجة أخيه*
فان الله سيقضى حاجته .
في الحديث هذا كما يقول العلماء تنبيه على فضيلة عون الأخ على أموره
وإشارة إلى أن المكافأة عليها بجنسها من العناية الإلهية.
في هذا الحديث فضل قضاء حوائج المسلمين ونفعهم بما تيسر من علم أو مال
أو معاونة أو إشارة بمصلحة أو نصيحة أو غير ذلك ورب رأي يساوي ملايين .
أحيانا واحد يعطيك رأيا لا يقدر بثمن وهذا من النفع إذا فيه المعاونة*
والإشارة بالمصلحة والنصيحة وفضل الستر على المسلمين*
وفضل انظار المعسر وفضل المشي في حاجة الإخوان .
احب الناس إلى الله انفعهم للناس واحب الأعمال إلى الله – عز وجل –*
سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا
(ولأن امشي مع أخي المسلم في حاجة احب إليّ من أن اعتكف في هذا المسجد - أي مسجد ؟
المسجد النبوي مسجد المدينة- شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته )*
وقال (ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله – تعالى –*
قدمه يوم تزول الأقدام ويوم تزل الأقدام ) حديث حسن