تقول نظرية الانفجار العظيم أو الكبير
Big Bang
إن الكون نشأ من كتلة واحدة ثم انفجرت وتباعدت أجزاؤها وتناثرت ثم بدأت العناصر تتشكل ثم تشكلت النجوم والمجرات والكواكب حتى وصل الكون إلى ما نراه عليه اليوم. ولدى تأمل هذه النظرية وجدت أن فيها جوانب صحيحة وهناك جوانب خاطئة، وهناك أشياء تحتاج لتعديل لتتفق مع الحقيقة القرآنية المطلقة التي نعتقد بها.
1- فالأشياء الصحيحة في هذه النظرية هي أن الكون كان كتلة واحدة ثم انفصلت وتباعدت أجزاؤها مشكلة الكون الذي نراه اليوم، وهذا يتفق مع قوله تعالى
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا)
[الأنبياء: 30].
2- الأشياء الخاطئة في النظرية هي أنهم يعتبرون أن هذه الكتلة وجدت بالمصادفة، ونحن نقول إن الله تعالى هو من أوجدها.
3- أما الأشياء التي تحتاج لتعديل فهي أن النظرية تتحدث عن انفجار، والقرآن يتحدث عن نظام الرتق والفتق، أي ما يشبه البنية النسيجية (الحبك). أي يجب أن تكون النظرية على الشكل الآتي لتكون مقبولة قرآنياً:
لقد خلق الله الكون وكان في بداية نشوئه عبارة عن كتلة ثقيلة لا فراغات فيها (رتقاً في اللغة تعني سداً)، ثم بدأت مادة هذه الكتلة بالتباعد عن بعضها مثل تباعد الخيوط في النسيج بسلسلة من التفاعلات المنظمة (ففتقناهما: الفتق هو تباعد خيوط النسيج عن بعضها)، ثم جعل الله من هذه المادة النسيجية السماء والأرض. والذي يشهد على ذلك أن المجرات تتوزع بشكل نسيج محكم. والله أعلم.
لنقرأ الآية من جديد:
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)
[الأنبياء: 30].
بقلم عبد الدائم الكحيل