السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بهذا العنوان .. عَنْون ((الرافعي)) رحمه الله مقالا له ساقه ضمن مجموعة أخرى..
ردا على المنادين بالاختلاط بين الجنسين حتى في دور العلم
وكان رحمه الله يرى أن الاختلاط مدعاة للخلوة..
وأنه ماخلا رجل بإمرأة إلا وكان ثمة احتمال لايُستبعد بتحوّل الاثنين معا
–وليس أحدهما فقط- إلى شيطانين ذكر وأنثى..!
تجيء هذه الفكرة الرافعية غير بعيدة عن المعنى النبوي المراد من
((إلا كان الشيطان ثالثهما)) ومصطدمة إلى حد بعيد مع نظرتنا الأُحادية للظواهر
التي تسود من حولنا..ومع ميلنا الدائم لتقليص عناصر
كل مشكلة إجتماعية إلى سبب واحد، وحل واحد فحسب.
فنحن حينما نُريد أن نتناول أي ((سلوك غير شرعي)) بين الجنسين مانزال نُبرر الذكر على أنه المتهم
ونُبرئ ساحة الأنثى ونُظهرها دائما في صورة ((شاة ساذجة))
خانها الحظ التعيس راميا في طريقها ((جزارا)) لايرحم..!
وفي هذه ظل النظرة الأُحادية التي تتهم طرفا وتبرئ الآخر..
يستطيع أي أحد أن يتفهم لماذا يتعرض الشاب حينما يُمارس معاكسة –بصرية أو لفظية-
مع الجنس الآخر إلى الجلد والتشهير بينما يكون حظ المرأة التي أثارت المشكلة
وافتعلتها كلمات لينة لا تزيد عن ((اتقي الله واحتشمي))!
ليس المراد بالطبع تحديد نوع معين من العقاب لتحقيق مبدأ العدل المنشود..
وإنما المراد التوقف عن منح المرأة ((صك التبرئة)) مع كل سلوك غير مرضي يصدر منها تجاه الآخر
لأن هذا ((الصك الجاهز للمنح)) يُفقدنا من حيث لانشعر حاسية التعرف
على بنائها النفسي المتجدد، ودرجة اختلال ضميرها الذي حرّضها على ممارسة نوع من النشاز الإجتماعي
فتخرج خروجا شاذا عن كل مألوف في لباسها وسلوكها..
وتتعدى القاعدة الاجتماعية التي باتت عُرفا في هيئة الحجاب وطريقة وضعهِ
وتصر على حجاب الشهرة الملفت.. متجاهلة الطبيعة البشرية
وأن كل مثير تتبعه استجابة تختلف حدتها وتتنوع صورها
وأنماطها باختلاف المكان والزمان الذي تظهر فيهما
لم ننتبه إلى أن ((الحمل الوديع)) الذي مارسنا تبرئته طويلا..
تغلّب على طبيعته الهادئه وعلى ظروف التنشئة الإجتماعية الصارمة التي تحمله على الخجل والحياء
والاستخفاء عند إرادة التعبير عن مكنونات النفس ورغباتها!.
هذا التحول سيرينا عن قرب الكيد الأنثوي الذي وصف القرآن عظمه..
وسيجعلنا نشعر بالحاجة لتغيير مفاهيمنا وإلا فإن عتبة السوق، ومقعد الطائرة
وغرف الدردشة سوف تُرينا ((شاة جديدة)) نُريد تبرئتها وتأبى..!؟