صَمْتي مَدينَةٌ فاضِلَةٌ...لا يَتَنَفَسُ بِها إلا الصُّبْحُ...أَنَا...وأنْتَ
قَدْ نُزِعَ فيها مِنْ قَلْبِكَ كُلَّ دَنَسٍ ورِجْس ومِنْ ثَغركَ كُلَّ قَوْلٍ أثَيم
لا يَتَسَوَّرُ بها أقْزامُ الْجِنِّ عُنُقَكَ لِيَهْمِسوا لَكَ وَسْوساتِ الْغاوِين لا ناطقٌ لِأَحاسيسُنا فيها سِوى خَيالٌ لا سُلْطانَ للْذَنْب عَليْه يُدَبِّرُ لَنا الخَيالُ لِقاءاتٍ سِرِّيَّةٍ سَماوِيَّة ...بَعيدَة عَنْ لَصْلصاِتِ عَيْنِ الْقَمَر
حِيْثُ الْفَجْرُ يُدَثِّرُ آثارَ عُرُوجِنا للسّماءِ بِـ كُثْبانِ الرَّباب
ويَغْزِلُ مِنْ خُيوطهُ البيْضاءِ حَوْلَ غَارِ خَيالنا نَسِيجاً يُمَوِّهُ مُتَقَصِّينا
أُيَمِّمُ وَحْدي معَ طَيْفِكَ المُنَقَّى لَيْلاً شَوارِعَ الْمَدينة الْمُستَقيمَة التي عُيونُ أَعِمدةِ إضاءتِها عَليْنا دانِيَة...
وأرْصِفَتُها زرابيُّ أُعِدَّتْ مُتَكَئاً للمارِّين تَهَواني مِن نَسيمِ بَحْرها شِعْراً وأرْثيكَ مِنْ غُدُوِّهِ نَثْراً أَتَخَيَلُها تَتَمَوْسَقُ تَحْتَ أنامِلَكَ أوْتار قِيثاراتِ الْكَونِ المُتَبَرْجَه بـ دوريميفا... فَتَتَمَوْسَقُ مَعَها نارُ غَيْرَتي الْمُتَجَلْبِبَةُ بِخَرَسِ الحَياء! بَيْني وبَيْني فَقَطْ أَتَشاجُرُ مَعَكَ ويَقْذِفُكَ غَضَبي بالأشْياءِ وأقِذِفُهُ قَلْبي بِعَرْضِ الحائِط وتَقَذِفُ غَيْرَتي عَرْضَ كُلِّ النِّساء! وأرْميكَ بحجارةٍ مِنْ "أكْرَهُك" عَدَدَ ما يَحْصُون وَ يَصْطادُ عَقْلي فِي الْماءِ الْعَكِرْ مُحَرِّضاً نَبْضِي عَلَيكَ فَـ يَهِمُّ نَبْضِي بِتَمْزيقِ صُوَرِكَ المُعَلَّقةُ بِجُدْرانِ أَوْرِدَتي فألتَقِطُ أَوَّلَ صُورَةٍ وأحْتَضِنُها قَبَلَ الإعْدامِ الأخَير فَأُصْدَمُ بِتَشَبّثِ أطْرافَ الصُّورةِ بِقَميصِي مُبَلِلَةً إيّاهُ بِدَمعٍخَريفيْ..! وأنْتَزِعُها عُنَوةً عَنِّي.. فأراكَ قَدَ تَجَسَّدْتَ أَمَامِي بِهَيْئَتِكَ اليُوسُفِيَّة يَدْنو منِّي طَيْفُكَ وَ يُقْسِمُ لِيْ جَهَدَ أَيْمانِهِ أَنَّ خَيالي قَدْ جادَ بِظُلْمِه ويَمُدُّ شُفَتَهُ السّفلى وَيُطْرِقُ دَمْعَهُ كَرَّةً أخْرى اسْتِمالةً عَطْفِي وَحَقّاً صَدقَتَ مَساعِيكَ لَدَيْ فحَليفُكَ الـحُ ـبُّ غافِرُ الزّلات وحينَ يُسْدُلُ خَيالي سِتارَ صَحَوتِي عَلَى هَذا الْمَشْهَدْ ،،، يَعُودُ خيالي مُسارِعاً بِمَشْهَدٍ آخَرَ رِيْفي تَكْتَنِفُهُ مَدينَةِ صَمْتي فأَطَفِقُ عَلَى خَدِّي حُمْرَةِ خَجَلِ التُوت...فللْتَوِّ تَصالحْنا وَ{بَعْدَ الصُّلِحِ تَكونُ أُنْثاكَ كَعَروسٍ عَذْراءٍ في خَدْرِها تَخْطُو إليَّ ضَاماً ذِراعيْكَ خَلْفَكَ تُخْفي شَيْئاً أَحْزِرُ بِصَمْتٍ أنَّها جُوريّةٌ قُطِفَتْ لِشَعْري. ثُمَّ بِحَرَكَةٍ سَريعةٍ تَمُدُّ إليَّ يَداك ...خاليّةً إلا مِنَ الدِّماءِ خَاليّةً مِنَ الأصَابِع!!! ماذا فعلتَ إيُّها الأحَمَق؟! قَدْ كانَتْ سَيَّدتي أَصابِعي للقِيثاراتِ..وكُانَ باقيَّ لكِ فَبتَرْتُها أَصَابِعي لأَكُونَ كُلِّي لَكِ يا سَيَّدَتي الْغَيور.!~ |
|
|
|