مشكلة العصر الحديث التي تواجه الكثير من الناس تتمثل في ايصال
مضمون فكرة ما للناس..
هنا تتبلور بعض المصاعب الذهنية وبعض الحواجر الهلامية التي تتشابك مع بعضها البعض
وتُشكل ضباب فكري يمنع رؤية المضمون من قبل الشخص المستهدف بالفكرة
وهنا ربما يحتاج إلى نظارة فكرية كي يرى المضمون جيدًا وربما يحتاج أن يخلد للنوم قليلاً
حتى يذهب الضباب ويرى ما بعد الضباب من مضمون استعصى رؤيته سابقًا...
عندما تُريد أن توضح فكرة ما لشخص معين , هنا يجب عليك أن تتفهم أن هناك عدة طبقات استقبال متتالية
في ذهن المُستهدف بالفكرة ويجب عليك اختراق كل تلك الطبقات بصورة منتظمة
وبأشكال متعددة حتى تستطيع رسم الفكرة في ذهن المُستهدف بالفكرة
وبعدها ترسيخ المضمون في ثنايا أفكاره ...
لأن المشكلة لا تكمن فقط في ادخال الفكرة إلى العقل بل يجب أن تدخل الفكرة في طاحونة أفكاره
وتدور الطاحونة حتى تختلط الفكرة بأفكاره ومن هنا تكون الفكرة أصبحت راسخة في داخله ...
بعد كل ذلك تكون الرؤية واضحة ولا تحتاج إلى نوم أو نظارة فكرية ...
دائمًا بعد كل نقاش نبقى حائرين ونسأل أنفسننا , هل الفكرة قد وصلت للجميع
وقد فهمها الجميع ولكن يبقى داخلنا وسواس أن هناك ناس لن تفهم ذاتنا تمامًا
ونحن لن نخترق حصون فكرهم تمامًا
وتبقى فلسفة الرأي الخاص والرأي الآخر حائرة بين صحراء الممنوع
من الفهم وبين بستان المسموح من الفهم |
|
|
|