تختلف أساليب الأفراد وتختلف التقنيات والنظريات التي يتبعونها ويقتنعون بها في كيفية التعامل مع الخطأ الذي يرون، والطريقة المثلى لنقد الأفعال، وتوجيه المخطئ ومحاسبته عند لزوم ذلك. وهذه الأساليب تتأثر بعوامل كثيرة، منها شخصية الناقد والقائد، وبيئته، وثقافته، وطبيعة تكوين متلقي النصح ايضاً اضافة إلى اختلاف الثقافات والقناعات. وللاساليب المتبعة في النقد والتوجيه انعكاسات واضحة على الوضع الداخلي في الشركات، والحالة الانتاجية والابداعية للموظفّين وفرق العمل في أي مؤسسة أو مشروع، ومدى ولائهم وانتمائهم وحماسهم وعطائهم. ومن النماذج الشائعة في التقنيات المستخدمة عند النقد والمحاسبة: تقنية النقد الـ (كاش) ! هناك فئة تؤمن بنظرية النقد باسلوب يعبّر عنه كثيراً بالنقد الـ “كاش”، والذي يطلق بوضوح (صارخ)، في وجه المتلقّي، احياناً دون اعتناء بالالفاظ او الاسلوب، او دون حساب لآثار رمي هذه (القنبلة التوجيهية). هذه الفئة تصل كثيراً في نقدها ومحاسبتها الى التجريح، والضرب المبرح (باللسان). يندر ان يستطيع المتبع لهذا الاسلوب السيطرة على انفعالاته أومضمون محتوى رسالاته، مما يؤدي إلى تحولها في – كثير من الأحيان – من رسالة صريحة حول الخطأ وهدف تقويمه، الى تهجّم شخصي سلبي لمرتكب الخطأ. والمتّبع لهذه النظريّة يرى ان فعله لا يتعدى النقد الصريح، وانه كالـ “المثقفين” في بلدان العالم المتحضّر، ليس لديه مشكلة مع النقد ويتعيّن على الجميع مشاركته جوانب شخصيته (الاوربية)، وان الصراحة (التي يعتقدها) هي الاسلوب الافضل لايصال الرسائل، بغض النظر عن المكونات. ملامح رسائل هذه الفئة: عنف في الصراحة والاسلوب. ترتبط كثيراً بغياب عامل الاستماع او غياب النظر من زاوية اخرى، او عدم الالمام بطبيعة الخطأ. توصل رسالة التعنيف دون ايصال رسالة التوجيه. المخطئ يشعر انه المظلوم (الغلبان)، ويزول عنه عامل الشعور بالذنب. ولا يكترث غالباً للمشاركة في ايجاد حل حقيقي للمشكلة. تجعل الموقف وكأنه موقف خصومة وعداوة… شخصية 100%. يتم النقد كثيراً في اماكن عامة، وسط حشد من الجماهير. قد تسير الامور دون مشاكل لمتبعي هذه النظرية (لبعض الوقت) مع: (المغلوب على امرهم)، وشديدي الحاجة. الخائفون من المجهول، ومن لا يعرفون طريق السعي في الارض. من يتشبثون بالمثل المشهور القائل: “اصبر على مجنونك (مينونك) لا (اييك) (اين) عنه”. ضعاف الشخصية. وهذا العنف بالعموم يولّد بيئة طاردة، وعلاقات غير مستقرة، وغير صحيّة، وخصبة جدا للنفاق و”دهن السير” والتذمر.
نظرية “الساندويتش” وهناك فئة اخرى تؤمن بتقنية “الساندويتش” وكثيراً ما يسوّق لهذه النظرية في الدورات التدريبية، ومحاضرات الايجابية. ويمكن تلخيصها بتقنية تقدم النقد والتوجيه على 3 طبقات (إن لم يضف لها شرائح طازجة من الجبنة اوالمايونيز)، بهدف تخفيف الاثر النفسي المترتّب على هذا النقد او المحاسبة، ووضع الرسالة في قالب لذيذ يساعد على تناوله وهضمه. الطبقة الاولى (شريحة الخبز) وتحتوي على الرسائل الايجابية والاستقبال الجيّد، وبعض الـ “طبطبة”، والاثناء على موقف آخر ما، ثم الانتقال للطبقة الوسطى (محتوى الساندويتش) والتي تحتوي على النقد والرسالة والمحاسبة و(الزبدة)، ثم الختم بطبقة ثالثة من(شريحة الخبز) وتضمينها أيضا برسائل ايجابية، او امتداح لجوانب ايجابية في شخص المنتقد او عمله. هذا النوع من رسائل (الساندويتش) مفيد وايجابي في حالات خاصّة، ومع اناس معيّنين، لكن يجب الاقتصاد في تحضير هذه (الساندويتشات)، وعدم اعتمادها بشكل كامل ومع الجميع لوجود سلبيات عدة من سلبيات رسائل “الساندوتش”: عدم وصول الرسالة بشكل واضح عند الكثيرين، أو وصولها بشكل خاطئ. او ربما معكوس. عدم الانتباه لأهمية التوجيه، ودرجة النقد، وخطورة الرسالة، لأن الرسالة مغلّفة بالكثير من الرسائل والمكونات الأخرى السلسة والمريحة… والمشتّتة. وجود حالة غير صحيّة (عند الناقد) من التردد والخشية والتفكير الطويل في نوع (الخبز) الذي يتعين عليه استخدامه. مما يسبّب مشكلة في التواصل بشكل عام. تقلّل من فاعليّة رسائل التحفيز (في مواقف أخرى) لكثرة استهلاك التحفيز في النقد و(ساندويتشات) الموظفين. اعادة استخدام هذه الطريقة عند تكرر حصول الخطأ – عدة مرات – مضرّ وغير مجدي، والافضل هنا التوجيه بصراحة ووضوح. اخيراً، كن مهنيّاً…منصفاً.. وواضحاً،، وازن في استخدام جوانب من هذه التقنيات واسلوب الشدة واللين، بالدرجة المطلوبة، وضمن حدود سلطتك، ودون اغفال (لأخلاقك) ومبادئك. لاتكن ليّناً فتُعصر.. ولا صلباً فتُكسر ولا عنيفاً “كاشاً” فـ تُهجر |
|
|
|