عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 11 - 2015, 02:44 AM   #3



 عضويتي » 4801
 جيت فيذا » 11 - 10 - 2015
 آخر حضور » 7 - 12 - 2015 (04:33 PM)
 فترةالاقامة » 3360يوم
مواضيعي » 151
الردود » 791
عدد المشاركات » 942
نقاط التقييم » 50
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 1
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $27 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في » مصر
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور نسائم خير عرض مجموعات نسائم خير عرض أوسمة نسائم خير

عرض الملف الشخصي لـ نسائم خير إرسال رسالة زائر لـ نسائم خير جميع مواضيع نسائم خير

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

نسائم خير غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صفات عباد الرحمن



{وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}

الفرقان 64

لا زلنا نعيش مع عباد الرحمن

وقد حدثنا الله عن حالهم في أنفسهم أنهم { يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}،

وأما حالهم مع الناس فهو حال من لا يشغل نفسه بالسفهاء ولا يخاطب الجاهلين إلا سلاما
{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}

وهو هنا يحدثنا عن حالهم مع ربهم وتتجلى حالهم هذه في جنح الليل ، فإذا أرخى الليل سدوله وغارت نجومه ، وأوى الناس إلى فرشهم كان لهم حال مع الله :
{وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}

إنهم في ليلهم بين سجود وقيام ، وصفوا بالسجود حيث يضعون جباههم على الأرض لله تبارك وتعالى فهم بين:

سجود يتضرعون فيه لله ويسألونه الرحمة

وقيام يتدبرون فيه كلام الله وقد وصف الله أمثال هؤلاء فقال :

{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} الزمر:9.
أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!

وأشار - سبحانه وتعالى- في قوله: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ } إلى إخلاصهم فيه ابتغاء وجهه الكريم.

وكما قال - تعالى-: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}

الذاريات:17، 18

قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.
أي قل نومهم فصار أغلب الليل قيام وفي آخره استغفار بالأسحار دفعهم حبهم لله أن يصفوا أقدامهم لله قائمين راكعين ساجدين يناجونه قائلين :

سهر العيون لغير وجهك باطل وبكاؤهن لغير فقدك ضائع

وقال تعالى {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا}

السجدة:16

قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل.


وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ).
قال يحيى بن معاذ: دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بتفكر، وخلاء البطن، وقيام اللّيل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين .
وقيل للحسن البصري: ما بال المتهجدين باللّيل من أحسن النّاس وجوهاً؟

قال: لأنّهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره .


وقال سعيد بن المسيب -رحمه الله-: إنّ الرجل ليُصلّي باللّيل، فيجعل الله في وجهه نوراً يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط، فيقول: إنّي لأحب هذا الرجل .


& .. قيام الليل في السنة :


حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل ورغّب فيه، فقال عليه الصلاة والسلام:

{عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد }

رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني


وقال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن عبد الله بن عمر:

{ نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل }

متفق عليه


قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.


وقال صلى الله عليه وسلم : { في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها }

فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام }

رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم : { أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس }

رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم: { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين }

رواه أبو داود وصححه الألباني

والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.

وقال : { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل }

رواه مسلم.


ضحك الله إلى المتهجدين باللّيل، ففي الحديث : «ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم، ويستبشر بهم ….. والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن، فيقوم من الليل فيقول: يذر شهوته ويذكرني!! ولو شاء لرقد!!».


وفي الحديث الصحيح: «إذا استيقظ الرجل من اللّيل، وأيقظ أهله وصليا ركعتين، كُتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات»


& .. قيام النبي صلى الله عليه وسلم :


أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقيام الليل في قوله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }

[المزمل: 1-4].
وقال سبحانه: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً }

[الإسراء: 79].


وعن عائشة رضي الله عنها قالت: { كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟ }

متفق عليه.
وهذا يدل على أن الشكر لا يكون باللسان فحسب، وإنما يكون بالقلب واللسان والجوارح، فقد قام النبي بحق العبودية لله على وجهها الأكمل ، مع ما كان عليه من نشر العقيدة الإسلامية، وتعليم المسلمين، والقيام بحقوق الأهل والذرية.


فكان كما قال ابن رواحة:

وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروفٌ من الصبح ساطعُ
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقناتٌ أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع

وعن حذيفة قال: { صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع بها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، ثم افتتح النساء فقرأها، يقرأ مُتَرَسلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوذ... الحديث }

رواه مسلم.


وعن عطاء قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها فقال عبد الله بن عمير : حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم !!
فبكت وقالت : قام ليلة من الليالي فقال : يا عائشة ! ذريني أتعبد لربي قالت : قلت : والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك .
قالت : فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بل حجره ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض وجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ !
قال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها :

{ إنّ في خَلقِ السَّماواتِ والأرضِ }

صححه الألباني


& .. ثمرات قيام الليل :


من ثمراته: دعوة تُستجاب.. وذنب يُغفر.. ومسألة تُقضى.. وزيادة في الإيمان والتلذذ بالخشوع للرحمن.. وتحصيل للسكينة.. ونيل الطمأنينة.. واكتساب الحسنات.. ورفعة الدرجات.. والظفر بالنضارة والحلاوة والمهابة.. وطرد الأدواء من الجسد.

فمن منَّا مستغن عن مغفرة الله وفضله؟!

ومن منَّا لا تضطره الحاجة؟!

ومن منَّا يزهد في تلك الثمرات والفضائل التي ينالها القائم في ظلمات الليل لله؟!

& .. وهذه توجيهات نبوية تحض على نيل هذا الخير:


فعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممَّن يذكر الله في تلك الليلة فكن" (رواه الترمذي وصححه).

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: "جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات"

رواه الترمذي وحسَّنه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له"

رواه البخاري ومسلم.

فيا ذا الحاجة ها هو الله جلَّ وعلا ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة.. يقترب منا.. ويعرض علينا رحمته واستجابته.. وعطفه ومودته.. وينادينا نداء حنوناً مشفقاً: هل من مكروب فيفرج عنه..

فأين نحن من هذا العرض السخي !

قم أيها المكروب.. في ثلث الليل الأخير.. وقول: لبيك وسعديك.. أنا يا مولاي المكروب وفرجك دوائي.. وأنا المهموم وكشفك سنائي.. وأنا الفقير وعطاؤك غنائي.. وأنا الموجوع وشفاؤك رجائي..


قم.. وأحسن الوضوء.. ثم أقم ركعات خاشعة.. أظهر فيها لله ذلَّك واستكانتك له.. وأطلعه على نية الخير والرجاء في قلبك

أتهـــــزأ بالدعــاء وتزدريه
ولا تدري ما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطيء ولكن
لها أمـــد وللأمـــد انقضاء

ويا صاحب الذنب :
قد جاءتك فرصة الغفران.. تعرض كل ليلة.. بل هي أمامك كل حين، ولكنها في الثلث الأخير أقرب إلى الظفر والنيل.
فعن أبي موسى بن قيس الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها"

رواه مسلم.


وقد تقدم في الحديث أنَّ الله جلَّ وعلا ينزل في الثلث الأخير من الليل إلى سماء الدنيا فيقول:

"من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له"

رواه البخاري ومسلم.

ويد الله سبحانه مبسوطة للمستغفرين بالليل والنهار.. ولكن استغفار الليل يفضل استغفار النهار بفضيلة الوقت وبركة السحر؛ ولذلك مدح الله جلّ وعلا المستغفرين بالليل فقال سبحانه: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ).

وذلك لأنَّ الاستغفار بالسحر فيه من المشقة ما يكون سبباً لتعظيم الله له.. وفيه من عنت ترك الفراش ولذاذة النوم والنعاس ما يجعله أولى بالاستجابة والقبول.. لا سيما مع مناسبة نزول المولى جلَّ وعلا إلى سماء الدنيا وقربه من المستغفرين..

فلا شكَّ أنَّ لهذا النزول بركة تفيض على دعوات السائلين وتوبة المستغفرين وابتهالات المبتهلين.

فيا من أسرف على نفسه بالذنوب.. حتى ضاقت بها نفسه.. وشقّ عليه طلب العفو والغفران؛ لما تراه من نفسه في نفسه من عظيم العيوب.. وكبائر السيئات.. قوم لربك في ركعتين خاشعتين.. فقد عرض عليك بهما الغفران.. فقال لك: "من يستغفرني فأغفر له".

قم.. واهمس في سجودك بخضوع وخشوع تقول:

"أستغفرك اللهمَّ وأتوب إليك.. ربَّ اغفر لي وارحمني وأنت خير الراحمين.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".

&.. ويا صاحب النعمة :

أقبل على ربك بالليل وأديِّ حقّ الشكر له، فإنَّ قيام الليل أنسب أوقات الشكر، وهل الشكر إلا حفظ النعمة وزيادتها؟!

تأمَّل في رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمَّا قام حتى تفطَّرت قدماه، فقيل له: يا رسول الله، أما غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً"

(رواه البخاري).

ففي هذا الحديث دلالة قوية على أنَّ قيام الليل من أعظم وسائل الشكر على النعم..

ومن منَّا لم ينعم الله عليه؟! فنعمه سبحانه .. تظهر علينا في كل صغيرة وكبيرة؛ في رزقنا وعافيتنا وأولادنا وحياتنا بكلّ مفرداتها، وما خفي علينا أكثر وأكثر..

ولذلك فإنَّ حق شكرها واجب علينا لزاماً في كل وقت وحين، وأحقّ الناس بالزيادة في النعمة هم أهل الشكر.. وأنسب أوقات الشكر حينما يقترب المنعم وينزل إلى السماء الدنيا.. ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلل قيامه ويقول: "أفلا أكون عبداً شكوراً". أي: أفلا أشكر الله عزَّ وجلَّ.


& ... ما يعين على التهجد وقيام الليل
(1) الأسباب الظاهرة:
1- قلة الطعام وعدم الإكثار منه، ففي الحديث الحسن: «… أقصر من جشائك ؛ فإنّ أكثر النّاس شبعاً في الدنيا أكثرهم جوعاً في الآخرة».
وقال وهب بن منبه: ليس من بني آدم أحب إلى شيطانه من الأكول النوّام ، فمن أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراً فخسر كثيراً يوم القيامة .


2- الإقتصاد في الكد نهاراً، فلا يُتعب نفسه بالنّهار في الأعمال التي تعيا بها الجوارح، وتضعف بها الأعصاب، فإنّ ذلك مجلبة للنوم، وعليه بالقصد في هذه الأعمال، وأن يتجنب فضول الكلام، وفضول المخالطة التي تشتت القلب.


3- الإستعانة بالقيلولة نهاراً؛ فإنها سُنة، ففي الحديث الحسن: «قيلوا ؛ فإنّ الشياطين لا تقيل».
ومر الحسن بقوم في السوق فرأى صخبهم ولغطهم فقال: أما يقيل هؤلاء؟ قالوا: لا قال: إنّي لأرى ليلهم ليل سوء .


4- ترك المعاصي، فقد قيدتنا خطايانا، قال رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد إنّي أبيت معافى، وأحب قيام اللّيل وأعد طهوري فما بالي لا أقوم؟ فقال: ذنوبك قيدتك .


وقال الثوري: حُرمت قيام اللّيل خمسة أشهر بذنب أذنبته قيل: وما هو؟ قال: رأيت رجلاً يبكي فقلت في نفسي هذا مُراء .
وقال الفضيل بن عياض: إذا لم تقدر على قيام اللّيل وصيام النّهار، فاعلم أنّك محروم مُكبّل، كبّلتك خطيأتك .
وقيل للحسن: عجزنا عن قيام اللّيل قال: قيدتكم خطاياكم، إنّما يؤهل الملوك للخلوة بهم من يصدق في ودادهم ومعاملتهم، فأمّا من كان من أهل مخالفتهم فلا يرضونه لذلك .


5- طيب المطعم وأكل الحلال والابتعاد عن الحرام، فكم من أكلة منعت قيام ليلة، وإنّ العبد ليأكل أكلة فيُحرم قيام سنة؛ لأنّه لم يتجنب أكل الشبهات، وقال سهل بن عبد الله التُستري: من أكل الحلال أطاع الله شاء أم أبى .
وقال إبراهيم بن أدهم: أطب مطعمك ولا عليك أن لا تقوم باللّيل وتصوم النهار .


(2) الأسباب الباطنة المُيسِرة لقيام اللّيل :
1- الإخلاص، فإذا قمت لله فلا يكن في قلبك إلاّ الله وعلى قدر نيتك تنال الرحمة من ربّك.


2- معرفة مدى أُنس السلف وتلذذهم بالتهجد، قال أبو سليمان الداراني: لأهل الطاعة في ليلهم ألذ من أهل اللّهو بلهوهم ، وقال ثابت البُناني: ما شيء أجده في قلبي ألذ عندي من قيام اللّيل .


3- علمك بمدى حرص رسولك صلى الله عليه وسلم على القيام والإجتهاد فيه، فلقد كان صلى الله عليه وسلم يقوم من اللّيل حتى تتورم قدماه وقد غفر الله من ذنبه.


4- النوم على نية القيام للتهجد ليُكتب لك، والنوم على طهارة على الجانب الأيمن والمواظبة على أذكار النوم.


5- سؤال المولى عز وجل ودعاؤه أن يمُن عليك بالقيام (اللّهم اشفني باليسير من النوم وارزقني سهراً في طاعتك).


6- علمك بمدى اجتهاد الصحابة والسلف في قيام اللّيل.


7- علمك أنّ الشيطان يوسوس لك ويحاول منعك من القيام، فكيف تطيعه وهو عدوك ؟!


8- وضع الجنّة والنّار نصب عينيك.
9- الزهد في الدنيا وكثرة ذكر الموت وقصر الأمل وهذا أسلوب نبوي في تربية الصحابة على قيام اللّيل، ففي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلث اللّيل قام فقال:

«يا أيّها النّاس اذكروا الله، جاءت الراجفة، من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إنّ سلعة الله غالية، ألا إنّ سلعة الله الجنّة، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه».


& ... آداب قيام اللّيل :


1- الإخلاص وترك العجب، فقيام اللّيل عبادة عنوانها وتاجها الإخلاص، فعلى العبد أن يعلم عيوبه وآفاته وتقصيره ويعلم ما يستحقه الله عز وجل من العبودية وأنّها أعجز ما يكون أن يوفّي حق الله، قال مطرف بن عبد الله: لأن أبيت نائماً وأصبح نادماً أحب إليّ من أن أبيت قائماً وأصبح معجباً .
وقيل لمحمد بن واسع: قد نشأ شباب يصومون النّهار ويقومون اللّيل ويجاهدون في سبيل الله قال: بلى، ولكن أفسدهم العجب . فإيّاك والرياء والعجب وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل تطوعاً حيث لا يراه النّاس تعدل صلاته على أعين النّاس خمساً وعشرين».


2- اتباعك لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في القيام بالآتي:
- التسوك لقيام اللّيل.
- غسل اليد قبل غمسهما في إناء الوضوء والوضوء وضوءاً حسناً.
- الحرص على أذكار القيام والإستفتاح والتأسّي برسول الله صلى الله عليه وسلم في كيفية صلاته (فينظر في السماء ويقرأ الآيات التي في آخر آل عمران كما في الصحيحين ويصلّي مثنى مثنى ويستفتح بركعتين خفيفتين ويصلي إحدى عشر ركعة) .


- ترديد الآية وتدبر ما فيها ويتعوذ عند ذكر النّار ويسأل الله الجنّة عند ذكر آيات الجنّة وهكذا.

- الفصل بين صلاة اللّيل بالتسبيح بين كل ركعتين لتسكن الجوارح وتزول سآمة النفس للقيام، قال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ}

00000000000000000000000000000000

&.. الاستعاذة بالله من النار.. &


{والذينَ يَقولونَ رَبنا اصرِف عنّا عَذابَ جَهنّم إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)}

الفرقان 65

لا زلنا نعيش مع عباد الرحمن، الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه

وقد حدثنا الله عن حالهم في أنفسهم أنهم { يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}،

وأما حالهم مع الناس فهو حال من لا يشغل نفسه بالسفهاء ولا يخاطب الجاهلين إلا سلاما
{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} وعن حالهم مع الله {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}

& ..............&

& ... ونتساءل مالذي دفعهم لذلك ؟


إنه الخوف والطمع ، إنه الخوف والرجاء، خوفهم من الله وتذكرهم للآخرة ، أيقنوا أنهم مهما عاشوا في هذه الدنيا فإنهم ميتون وأنهم بعد الموت مبعوثون ،وأنهم بعد البعث محاسبون فإما إلى جنة ،وإما إلى نار .
لهذا وصفهم الله بقوله (والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)

الفرقان:65


وأي مقام أسوأ ، وأي مستقر أقبح من جهنم التي

(وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )

التحريم 6

& ..............&

ولقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن أقل أهل النار عذابا فقال :

(إن أهون أهل النار عذابا رجل في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم)
والقمقم ما يسخن به الماء من نحاس وغيره.
و (إن أدنى أهل النار عذابا الذي له نعلان من نار يغلي منهما دماغه)


فعباد الرحمن وضعوا جهنم نصب أعينهم وكأنها تريد أن تلفحهم فكان

(رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا )


لأن كل الناس وارد عليها مار بها كما قال تعالى:

(وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )

مريم 72،71
والمعنى: أن الجميع يردون النار، والورود على الشيء:المرورعليه، فمن الناس من يمر ويدخل النار، ومنهم من يمر فوقها وينجو، نسأل الله العفو والعافية


وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم

(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )

رواه البخاري عن أنس


وكان صلى الله عليه وسلم يدعو بهذه الدعوات الأربع بعد فراغه من التشهد وقبل أن ينتهي من صلاته

(اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر فتنة المسيح الدجال)

رواه مسلم

& ..............&

& ... قوله تعالى: (إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا)

أي: ملازماً، وهي مأخوذة من الغريم، والغريم هو:الإنسان الذي تستلف منه، وتتدين منه، فالعادة أنه يلازمك ولا يفارقك مطالباً بحقه، فكأن النار -والعياذ بالله-عذابها يلازم أهل النار ملازمةالغريم لصاحبه، حتى ينجي الله عز وجل من يشاء بفضله وبرحمته سبحانه .


فلا بد للمسلم كلما تشوفت نفسه لفعل المعصية ، أو غفلة عن الله ، أو ظلم لعباده أن يذكر النار وشدتها وحرها ففي الحديث

(نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، قالوا يا رسول الله: إن كانت لكافية (يعني لو كانت كنار الدنيا فهي عذاب موجع مؤلم فكيف وقد تضاعفت ؟ ) قال: فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا )

متفق عليه


ويروى عن داوود عليه السلام(إلهي لا صبر لي على حر شمسك فكيف أصبر على حر نارك ؟ )

وتلقفها بعض الشعراء فقال :

جسمي على الشمس ليس يقوى ولا على أهون الحرارة

فكيف يقوى على جحيم وقودها الناس والحجارة

& ..............&


إن الله تعالى وصف أولي الألباب

يتفكرون في خلق السموات والأرض ويذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم بأنهم يقولون

(رَبنا ما خَلقَت هَذا باطلًا سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّار * رَبَنا إنّكَ مِن تُدخِلِ النّارَ فقَد أخزَيتَه ومَا لِلظالِمينَ مِن أنصار)

آل عمران 192،191


(فقَد أخزَيتَه) أهنته وذللته فالنار مع عذابها الحسي ؛

ففيها من العذاب المعنوي الكثير : الخزي والذل والهوان
حينما يقال لهم ( اخسئوا فيها ولا تكلمون )

المؤمنون 108
أي خزي وأي هوان أشد من هذا

& ..............&

& ... المؤمن بين الخوف والرجاء :


إن على المؤمن أن تكون عبادته بين الخوف والرجاء ، فإذا كثرت الذنوب وتزاحمت المعاصي ،

فعلى الإنسان أن يغلب الخوف على الرجاء ، أن يتذكر ذنوبه ولا ينساها ،أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب ، وأن يزن أعماله قبل أن توزن عليه ، عسى أن يتدارك ما قد فات ، ويرجع إلى الله قبل الممات .

& ..............&

عن أبي هريرة قال: لما أنزلت هذه الآية " وأنذِر عَشيرَتكَ الأقرَبين "

رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال: يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد منافأنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها )

رواه مسلم


فكل إنسان عليه أن ينقذ نفسه من النار ، ينقذها بعمل الصالحات واجتناب السيئات ، بأداء الحقوق حق الله، وحق الناس

& ..............&

&... ما ينجي من عذاب الله :


1- التوبة: (يا أيُها الذينَ آمَنوا توبوا إلى اللهِ توبَةً نَصوحا )

التحريم:8.
قال ابن كثير: (التوبة النصوح أن تبغض الذنب كما أحببته وتستغفر منه كلما ذكرته)


2- المحاسبة: محاسبة النفس لازمة للنجاة

يقول عمر: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا)

فما وجدته من خير فأحمد الله عليه وما وجدته من شر فاستغفر الله عنه

واعزم على أن يكون غدك خير من يومك ويومك خير من أمسك.


3-العمل الصالح : فما ذكر الله الإيمان إلا واتبعه بذكر العمل الصالح الذي يصدقه، والذي يوزن يوم القيامة هي الأعمال:

(فأمّا مَن ثَقُلتَ مَوازينُه فَهُوَ في عيشَةٍ رَّاضِيَة * وأمّا مَن خَفَت مَوازينُه فأمُّهُ هاوِيَة )

القارعة:7-9.
(فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَةٍ خَيرًا يَرَه ومَن يَعمَل مِثقالَ ذَرةٍ شَرًا يَرَه )

الزلزلة:7-8.


فيكون لنا في كل باب من أبواب الخير نصيباً كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم

(اتقوا النار ولو بشق تمرة)


4) حفظ الجوارح والحواس عن الحرام:

(إنّ السَّمعَ والبَصرَ والفُؤادَ كُلُ أولئِكَ كانَ عَنهُ مَسئولا )

الإسراء:36.


وحديث

(من يضمن لي ما بين لحييه (عظما الحنك أي اللسان) وما بين رجليه (الفرج كناية عن الزنا) ضمنت له الجنة).


5- سؤال الله الجنة والتعوذ بالله من النار :

لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما سأل رجلٌ مسلمٌ الله الجنة ثلاثاً, إلا قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة, ولااستجار رجلٌ مسلمٌ الله من النار ثلاثاً إلا قالت النار: اللهم أجره مني"

صححه الألباني


 توقيع : نسائم خير



رد مع اقتباس