هل يعيش الانسان أوطانا مرسومة
على خرائط العالم المرئي،
ام انه يحيا وطنا آخر لا وجود له
في عالم الظاهرات اطلاقا ؟
هل انت كإنسان تحيا وفقا لزمان العالم الخارجي
ام انك تسعى وراء خفايا الزمان الدنيوي ؟
وكيف تسعى وراء الوجود الدنيوي وانت لم تعترف بالدنيا يوما ؟
إذا كان الواقع الحقيقي هو الحلم
الذي لا يمتلك إلا خارج المكان
فان قرينه الزمان لا يمتلك إلا خارج الزمان ايضا.
ان ما يعيشه الانسان في الدنيا ليس الا منفى
يحيا فيه فاجعا وحيدا،
يقوده قدره ان يحيا مغتربا في هذه الدنيا.
يحيا الانسان غريبا في العالم
لانه يحيا خارج حدود واقعه الحلم
وانما روحه تحيا زمانا اخر لا صلة ولا شبه
بينه وبين الزمان الدنيوي.
صاحب المنفى ليس من اغترب عن المكان،
ليس من استبدل وطنا بوطن او ارضا بارض ، او حبيبا بعشيق،
ولكن الغريب حقا هو ذلك الانسان الذي اغترب عن كيانه الروحي،
عن زمانه الروحي،
عن زمانه الحقيقي،
ليحيا مقيدا باغلال القدر
وسيطرة المجتمع اللاواقعي.
لتعلم ان السر الكامن بداخلي
اتضح لي عندما احسست بيدك تلمس روحي ،
أصابتني حمى غريبة
ليست حمى العشق
وانما هي حمى الشفاء من مرض اسمه الدنيا.
الانسان قد يشعر بدفق الصيرورة في كيانه
عندما يكتشف ذاته عبر الآخر.