شِتاءٌ رابِعٌ
يَلفُني الشَوقُ إليكَ وِشاحاً تَسَرّبلتهُ أَمَداً إمْتَد
منْ بابِ السَّماءِ إلى قُطبِكَ المُتَجمدِ فَانْتظَرتُ هُطولَ
عِشّقِكَ في أَوانِ المَطرِ وَتفَتُحِ النَرْجسِ!!
أَيا نَبْض قَلبي كَمْ بَحِثتُ عَنكَ بَينَ أَشْجارِ اللَوزِ
وَحَلِمْتُ بِطَعمِ التُوتِ حينَ لِقاءِ !!!!
أَنَسيتَ تِلكَ التَفاصيلُ اللَذيذة التي دَوَنَتْها شَفَتاكَ
وَوثَّقْتها أَنْفاسُك لازالَ وَهَجُها أَسْفل عُنُقي أَتَحْسَسُها حينَ شَوقي
وَقَصائِدُكَ التي حَلَقتْ بي إلي عالمِكَ السِّري المُقَدسِ
في سَمواتٍ عَلى ضِفافِها غَيمةٍ بَيضاءٍ وَشُموعٍ تَتراقصُ
تُنْذرُ بِشَوقِكَ المُتقِدِ عَلى فُوهةِ الخَجَلِ !!
حينِها قَررْتُ أَنْ أَنَسى خَجَلي وَأَعودُ إِليكَ بِلهْفَتي!
فَما عادَ قِطارُ غيابِكَ وَلمْ يَرتَوي مِنْكَ ظَمَئي!!
أَلنْ نُعيدَ حِكايَةَ عِشْقِنا وَنَشْربَ نَخْبَ النَشْوةِ
في كؤوسٍ منْ هَيامٍ ! وَنَنزِعَ وَرقةَ الخَجلِ!!
فَتعودَ لِضَخِ الهَوى في شَراييني وَتُطْفئَ لَظى صَبْري!
كَمْ أَهْواكَ بَدراً! أَفِلَ قَبلَ اكْتِمالِ فَرَحي
لكْني مازِلتُ أَسْترقَ الشَوقَ منْ مَخْدعِ النُجومِ
وَأَحْلِمُ بِروايةٍ منْ أَلفِ قُبلةٍ وَتِسْعين!!!!!
آهٍـ ..سَيأتي شِتاءٌ رابِعٌ وَأَنا بِلا عِشْقٍ أَتَدثرُ بهِ
منْ رَعَشاتِ البُعادِ مُتواريةً خَلفِ زَيفِ بَسَماتي!
تَعالَ وَاخْترِقْ سَطوةَ الجُمودِ بِكلِ نوتاتِكَ العِشْقيةِ
إِرتَوي لَحْنَ لَيلي وَتَكْوثر بِنورِ حَنيني
وَساير طُيور الحِناءِ في تَرانيمِها!!!
إرْتشِّفْ يَدي وَقَّبلْ عَيني وَاسأَلْ زَئير الصَمتِ
عنْ صَبابَتي لِتَعلمَ أَنْي لمْ أَخُنكَ
بِالغَيبِ !! وَلا حَتى عَلى صَعيدِ الوَرقِ!!!!! |
|
|
|