من الأقدار الحزينة في حياة النبي
من الأقدار الحزينة في حياة النبي
:
:
من الأقدار الحزينة في حياة النبي
صل الله عليه وسلم
مدة فتور الوحي وانقطاعه، التي امتدَّت أيامًا!
يا لله !
كم كانت هذه الأيام والليالي شديدة الوطأة
على ذلك القلب الذي امتلأ محبَّةً وشوقًا لفاطر
السموات والأرض، فالق الحَبِّ والنَّوى،
خالق الحياة والأحياء !
وكم كانت قاسية على ذلك القلب الذي أَنِسَ بقرب ربه،
وذاق حلاوة مناجاته، وعطاء فيوضاته !
وكم كان مضطربًا مُتزلزلاً من لوعة الفراق !
ولم يَطمئنَّ ذلك القلب، ولم يهدأ اضطرابه،
ولم يسكن قلقه، إلا عندما خاطَبَه
ربه بقوله :
﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ﴾
[الضحى: 1 - 3]
أي: ما أبغضك ربك منذ أحبَّك.
وكأن الحق تعالى يقول لنبيه :
إن صِلَتي بك لا يؤثر فيها انقطاع،
ولا يطرأ عليها ترك ولا جفاء،
فهي في قوتها ووضوحها مثل :
إشراقة الضحى في أول النهار.
وهي في استقرارها مثل: سكون الليل إذا سَجى.
وهي في اتصالها مثل :
اتصال النهار بالليل، والليل بالنهار.
إن هذا الانقطاع كان بمثابة الوقود الذي زاد
من اشتعال ذلك القلب شوقًا لربه،
وتعلقًا به، وتحرُّقًا لسماع كلماته.
وقد جاء في رواية :
" أبطأ جبريل على النبيِّ صل الله عليه وسلم
حتى شقَّ عليه، فجاء وهو واضع جبهته
على الكعبة يدعو، فنكت بين كَتِفيه
وأنزل عليه :
﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ﴾
[الضحى: 3].
: |
|
|
|