لوم الذات:
هو أحد الأساليب المضطربة في التفكير والمرتبط بالعديد من الاضطرابات النفسية ، وتتمثل في إلقاء اللوم بشكل دائم على الذات في كل شيء سوءاً كان الفرد مخطئاً في حق ذاته أم لا ؛ حيث يلاحظ على هؤلاء الأفراد اعتقادهم الراسخ والمتأصل بالنقص ، الفشل ، العجز ، الكسل ، القبح مما يتأثر به حديثهم الذاتي الداخلي بحيث يعمل على زيادة وتقوية وتدعيم هذا اللوم. وتعتبر أفكار هذا الفرد تجاه ذاته هي الأساس الفعلي لتقدير الذات لديه، حيث تملي على الفرد بشكل شعوري أو لاشعوري ما يمكن وما لا يمكن أن يفعل أو يشعر به، أي ما يتجسد في قواعده الذهنية من تفسيرات للأحداث وحوارات داخلية . كيف يتم التصدي للوم الذات: لاشك أن أسلوب التفكير المضطرب هذا يتطلب الوقت والجهد الكثير للتغير، ولاسيما أن تغيير معتقد ذهني أمر ليس بهين على الذات القيام به ، إلا أن تغييره سيؤدي بإذن الله إلى تغيير حتمي في رؤيته لذاته وبيئته، وبالتلي تغيير طريقة الاستجابة للمثيرات والمواقف مما يجعل الفرد أكثر واقعية في حكمه و تفكيره وأكثر توازناً في انفعاله وشعوره (أكثر راحة نفسية مما كان عليه سابقاً). ولكي ينخفض هذا اللوم ويرتفع مستوى التقدير للذات من الضروري تماماً أن يطرح الفرد جانباً من برمجته السلبية القديمة التي يرى من خلالها نفسه ، وأن يتعلم أن يتعرف بدقة على التوازن الخاص الموجود لديه بين نقاط ضعف ومواطن قوة ويتقبلها من غير شروط . فبدلاً من أن يقوم باستبعاد مواطن القوة وتضخيم نقاط الضعف يمكن أن يتعلم معرفة وتقييم ذاته التي هو حقاً عليها ، من خلال تدوين أكبر قدر مستطاع من الكلمات والعبارات التي يمكن أن تصف الذات في المجالات التاليه: المظهر الجسدي ، العلاقات بالآخرين، سمات الشخصية ،رأي الآخرين به ،الأداء في الدراسة أو الوظيفة ،أداء مهام الحياة اليومية ، الوظائف العقلية كيف يقع الأفراد فريسة هذا الاضطراب وكيف يعالجون منه؟؟ من خلال عملي الإكلينيكي مع مجموعه من الحالات التي تعاني من بعض اضطرابات التفكير ، وجدت بأن لا وجود لأساس واضح ومقنع للوم الذاتي والجلد الهدام للذات لدى الأغلبية ، فموقف واحد أو مجموعة مواقف عابرة كانت كفيلة بتبني بعض الأفراد هذا الأسلوب ، متناسين أو متجاهلين ما يملكونه من إيجابيات ذاتيه تميزهم عن الآخرين. وبرأيي تظل لغة الأفكار والإيحاءات لغة اللاوعي، التي يجدر تعلمها للتأثير على خبرات ومعتقدات الذات بمنطق ، فمثلاً يمكن تدريبهم أثناء حالة الغشيان على الاتصال المباشر والفعال باللاوعي ، ومن ثم البدأ في تحدي بعض المعتقدات السلبية الراسخة من البرمجة القديمة من خلال التقييم الدقيق للذات كما وضحت والذي يقوم على معرفة مواطن القوة ، بحيث يمكن فعلياً أن تمحو الألقاب السلبية الملامة بها الذات ، كما يصفح الفرد عن أخطائه بشأن ما كان ينبغي أن يستنتج أو يشعر أو يسلك . |
|
|