الليلة الخامسه عشر
الأفق يلتهم قرص الشمس ..
الشمس تسحب وراءها ما تبقى من خيوط اشعتها ..
إرتقيت إلى سطح المنزل ..
لوحت لها .. ناديتها ..
أرجوك لا تغربي ..
لا تذهبي ..
حاولت امنعها .. حاولت وحاولت ..
ولكن هذه طبيعة الحياة ..
لا ادري من يتبع من .. الليل ام النهار..
الليل نصب خيامه ..
الظلام ضرب أطنابه ..
صدري أطلق زفراته ..
فقد اقبلت الهموم ..
نزلت من مكاني ..
ليل موحش .. ظلام دامس ..
خوف .. رعب .. تفكير ..
لا شعوريا .. قلبي زادت دقاته ..
زمني توقفت أوقاته ..
توجهت الى غرفتي ..
نظرت الى وسادتي ..
وكأن لسان حالها يقول ..
الى متى تشتكي ..
الى متى تبكي ..
فقد اصبحت أبكي من بكاؤك ..
اغرقتني دموعك ..
تبللت .. مللت ..
آآه .. ثم آآآآآه ..
حتى انتي ياوسادتي ..
انتي مثلهم .. ارحلي مثلهم ..
اغربي عن وجهي ..
لن اكررها .. لن ابوح لك بهمي ..
اتخذت لي زاوية في غرفتي ..
ذراعي اصبحت وسادتي ..
اروي عطشي من دمعتي ..
رحلت مع الذكرى ..
ذكرى من ..
حبيتهم ..عشقتهم .. تنفست هواءهم ..
فارقوني ...
انا مفااارق احبابه ..
السؤال العريض ..
هل هم مثلي ..
أطلقوا على أنفسم نفس اللقب ..
هل فارقوا احبابهم ...
يا ترى من يجيب ...
هل اصبحت بلا حبيب ..
مشهد يتكرر مع كل ظلام ...
اسئلة تمر عليه كل مساء ...
رفعت راسي من ذراعي ...
نهضت واقفا ..
صعدت مرة أخرى إلى السطح ...
نظرت إلى المشرق ...
انتظر الشمس تشرق ...
انتظرت طويلا ... وطويلا ..
لست ارى في الافق شيئا ..
لم ارى تباشير الصباح ..
لم اسمع صوت للنذير ..
صوت العاصافير ..
نظرت الى ساعتي ...
انا في الثلث الاخير من الليل ...
عندها استدرت الى المغرب ...
ضممت كفي على بعضهما ..
رفعتهما قليلا ...
دعوت ربي ورب احبابي ورب الليل والشمس ...
اللهم احفظ أحبابي .. واجمعني بهم ...
لكي استبدل لقب (( مفارق احبابه ))
بلقب (( مع احبابه )) ..