منذ صغرها وهى تسمع أنها ليست "جميلة"،
الأب والأم والإخوة وأقرب الناس كلهم يعلقون على "شكلها" المختلف عن معاييرهم! في المدرسة والجامعة استمر الأمر مع سخرية من مسوخ "بشرية" في أرض النفاق التي نعيش فيها. تقبلت أمرها وتعايشت معه وتسامحت مع الجميع ولم تفقد إيمانها ولا صبرها، كثيراً ماقلت لها: "أنت تملكين أغلي الأشياء، تملكين القلب النقي والنقس الطيبة والقدرة علي العطاء وهي أشياء أغلى من أن تشترى"، كانت تتحدث عن حلمها بزوج صالح يقدرها ويعوضها وتفرغ فيه كل مشاعرها الرائعة "المؤجلة"! فأخبرها وكلي يقين أن نصيبها قادم وأن السعادة آتية لامحالة فهكذا تعلمت من جميل صنع الله. وهاهي قد اجتمعت مع نصفها "المفقود"، شاب رائع مثلها يحبها ويقدرها كما كانت تحلم دائماً، ارتدت فستانها المختبئ منذ سنوات مع "أحلامها" الذي ظنت أنها لن تتحقق! يوم زفافها كانت مشرقة وصادقة وبريئة تماماً في زمن ملئ بالكذب والخداع، وهاهي تنجب طفلتها التي كثيراً ماحلمت بها ولعل لها قلب يشبه قلب أمها، فالقلوب تتشابه ياصديقي في رحلة الحياة القصيرة تعلَّمنا
"قيمة" الأشياء! حلمنا كثيراً وتمنينا كثيراً وامتلكنا العديد من الأشياء، انبهرنا بالأضواء البراقة الخادعة والعرائس الملونة، وبالوقت أدركنا أن الناس "معادن" فعلاً! وأن هناك من يملكون قلوباً من "ذهب" حقيقي ! وأن السعادة ستطرق الباب وإن طال الزمن، وأن الطيبون للطيبات والرائعون للرائعات وأن الأرواح تتلاقى والأنصاف المفقودة تجتمع ولو بعد حين، فاللهم بارك وأدم سعادتك علي القلوب التي تحبك وتحبها، وامنحنا نوراً وبصيرةً من عندك ندرك بها قيمة الأشياء ونميز بها من يحبنا بصدق ويستحق مشاعرنا، اللهم آمين، اللهم آمين عن الأنصاف "المفقودة" والأحلام "المؤجلة" بقلم : وسام الشاذلي |
|
|
|