رب شخص تستهين به لطيبة قلبه أو رقة حاله لو أقسم على الله لأبره منا أناس يستهينون بمن يأمنون جانبه إلى درجة الاستهتار أو حتى الكذب عليه و الافتراء ومن أشهر هذه الحالات هذه الرواية التي رواها البخاري و مسلم فاجتنب أن يحدث لك مثل ما حدث لصاحبنا التالي : عن جابر بن سمرة، قال: (شكا أهل الكوفة سعدًا إلى عمر رضي الله عنه، حتى ذكروا أنَّه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه فقال: يا أبا إسحاق، إنَّ هؤلاء يزعمون أنَّك لا تحسن تصلي. قال أبو إسحاق: أما أنا والله، فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء، فأركد في الأوليين وأخفُّ في الأخريين. قال: ذاك الظنُّ بك يا أبا إسحاق. فأرسل معه رجلًا أو رجالًا إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفة، ولم يدع مسجدًا إلا سأل عنه ويثنون معروفًا، حتى دخل مسجدًا لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة. قال: أما إذ نشدتنا فإنَّ سعدًا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية. قال سعد: أما والله لأدعونَّ بثلاث: اللهمَّ إن كان عبدك هذا كاذبًا قام رياء وسمعة، فأطلْ عمره، وأطلْ فقره، وعرِّضه بالفتن. وكان بعد إذا سُئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد قال عبد الملك– راوي الأثر عن سمرة -: فأنا رأيته بعد، قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر وإنَّه ليتعرَّض للجواري في الطرق يغمزهن) رواه البخاري و مسلم . أبو الهيثم محمد درويش |
|