23 - 1 - 2016, 04:08 PM
|
|
SMS ~
[
+
] | | | | | عضويتي
» 2730 | جيت فيذا
» 23 - 12 - 2012 | آخر حضور
» 28 - 1 - 2018 (10:26 AM) |
فترةالاقامة »
4383يوم
|
المستوى » $95 [] |
النشاط اليومي » 8.06 | مواضيعي » 7626 | الردود » 27690 | عددمشاركاتي » 35,316 | نقاطي التقييم » 3126 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 1 | الاعجابات المرسلة » 30 |
الاقامه » |
حاليآ في » | دولتي الحبيبه » | جنسي » | العمر »
سنة
| الحالة الاجتماعية » |
التقييم
» | مشروبى المفضل » | الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » | ناديك المفضل » | سبارتي المفضله » | | | | |
أختي الكئيبة اليائسة الحزينةأخي المكروب المهموم المتوجع
أختي الكئيبة اليائسة الحزينةأخي المكروب المهموم المتوجع أنا لن أبدأَ بسردِ عباراتٍ أنتَ تحفظُها وتسمعُها من كلِ أحدٍ, أنَا لنْ أقولَ لكَ: سيأتي بعد الّليلِ المظلمِ صباحٌ مشرقٌ, وما بعدَ الضيقِ إلا الفرج, وإنَّ بعد العسرِ يأتي يسرٌ على إثرهِ يسر. أنا لن أنشدكَ : ضاقتْ فلمّا استحكمتْ حلقاتها.....فرجتْ وكنتُ أظنّها لا تفرجُ. أنا لنْ أقولَ لكَ ذلكَ كلّهُ؛ فلاشكّ عندي أنّك تحفظُ هذهِ العباراتِ عن ظهرِ قلبٍ, وقد سمعتَها مرارًا وتكرارًا. وأنتَ تؤمنُ إيمانًا يقينيًا أنَّ بعدَ كلِّ ليلٍ مظلمٍ يأتي صباحٌ مشرقٌ, لكن ليلكَ طوييييييييلٌ طويلٌ!!. وتؤمنُ أنَّ بعدَ الضيقِ يأتي الفرجُ, لكنّ فرجكَ لم يلحْ قدومه حتى في الأفقِ البعيدِ الذي تُبصره... لذا لن أحدثكَ عنْ صباحٍ لم يأتِ ولا عن فرجٍ لم يحنْ أوانه بعدُ؛ وإنما أحدّثكَ عن رحمةِ الله التي أقتضتْ أن يتخلّل الليلُ المظلمُ البهيمُ نجومًا بديعةً تومضُ بين الفينةِ والأخرى. ورحمتُه التي اقتضتْ أن يتخلّل الضيقُ الشديدُ والعسرُ المطبقُ ومضات من الفرجِ تؤنسُ القلبَ وتصبّرهُ. فهلّا سألتَ أصحابَ الأحزانِ عن ومضاتِ الرّحمةِ التي يرونَها في قمةِ ابتلائِهم ويأسِهم لترقُبها في نفسكِ, وفي كلِّ شيءٍ حولكَ, فلعلّها تُسلّيكَ وتُسعدكَ, وتخففُّ عنكَ كما خففتْ عنهم؟؟؟ ولأجلِ أنْ تقتربَ الصورةُ إلى ذهنكَ أكثر؛ أقولُ: ألم تقعدْ يومًا صامتًا ساهمًا تشعرُ أنّكَ ضائعٌ قدْ عصفتْ بكَ الهمومُ فبعثَرَتْكَ, تفتقدُ حضنًا دافئًا يَلّمُّ شعثكَ, فإذا بكَ وأنتَ على حالكَ هذه إذ بيدٍ حانيةٍ تطوّقكَ! فإذا به طفلُكَ الصغيرُ يضاحكَكَ! ويَرْتمي في صدرِكَ ويتشبَّثُ بِكَ!. فكأنّها واللهِ ومضةُ رحمةٍ من الرّحمنِ أبتْ إلا أن تباغتَكَ. ولربّما تكونُ في مسجدٍ أو في مكانٍ عامٍ شاردًا عمّا حولَكَ, هائمًا في أزقةِ همومِكَ وحدكَ, ضائعًا تنشدُ الأمانَ وتنشدُ المعينَ؛ فإذا بيدٍ حازمةٍ تستقرُّ على كتفِكَ؛ فيسري دفئُها فورًا في عروقِكَ حتى يصلَ إلى قلبِكَ, فتَلْتَفِتَ إلى صاحبِها فإذا بشيخٍ مبتسمٍ يشعُّ وجههُ بشرًا وراحةً يسألُك: ما بالُكَ مهمومًا يا هذا؟؟!!... فكأنّما أُلْهِمَ أنْ يكونَ ومضةَ الرحمةِ التي تريحُ قلبَكَ في هذهِ اللحظةِ. إنّها ـ يا أيّها المحزونين المبتلين ـ ومضاتٍ من الرحمةِ تتنزلُ على أصحابِ الابتلاءاتِ في صورٍ مختلفةٍ, فحينًا يرونَها في: *ضحكةٍ بريئةٍ من طفلٍ تتسلّلُ لترسمَ بسمةً خاطفةً في أعماقِ قلوبِهم الكسيرةَ, فكأنها تُهَدْهِدُهم وتربّتُ على أكتافِهم. *أو عبرَ نظرةٍ حانيةٍ مواسيةٍ من حبيبٍ مخلصٍ عُقد لسانَه عنِ الإفصاحِ بمكنوناتِ صدرِه من شدّةِ تدافعِ مشاعرِهِ فكانتْ نظرتُه بألفِ كلمةٍ, وكانتْ لمستُه بألفِ معنى. *أو عبرَ دمعةِ عجزٍ وقهرٍ تفرُّ من عينِ الأمِّ أو الأبِ أو الأخِ أو الأختِ بعدَ أن أدركوا عجزَهم عن تقديمِ جزءٍ من حظوظِهم من السعادةِ في هذهِ الدنيا لأجلِ عينِ حبيبهم هذا. فتأتي دمعَتُهم كبلسمٍ شافٍ على قلبِ المحزونِ. وحينًا يرى أصحابُ الأحزانِ ومضاتِ الرحمةِ هذهِ في صورٍ من بديعِ خلقِ اللهِ في هذا الكونِ, فيرونَها تومضُ عبرَ: *منظرٍ طبيعيٍّ لأمواجِ بحرٍ تتكسرُ, فتتابعُ الموجةُ تلوَ الأخرى, فلا تقفُ عندَ حدودِ شاطئِها حتى تتصلَ بشاطئِ قلبِ هذا المحزونِ فتمدُّه بسحرٍ من أعماقِ البحارِ. *أو عبرَ مشهدِ انهزامِ فلولِ الليلِ أمامَ إشراقِ الشمسِ المهيبِ على سيمفونيةِ تغاريدِ طيورِ الصباحِ العذبةِ . فيزفُّ المنظرَ له البشرى بأنَّ الليلَ ـ وإن طالَ مكوثَه ـ لابدَّ أن ينجلي. *أو عبرَ خريرِ ماءِ شلالٍ يصطدمُ بصخورِ الحزنِ في أعماقِه فيتطايرُ عنها في كلِّ اتجاهٍ فيغسلُ قلبًا أرهقَهُ جفافُ الحياةِ وقسوتُها. ولرُبَّ آيةٍ من كتابِ اللهِ خيرٌ منْ ذلكَ كلِّهِ, فتراها تفعلُ بقلبِ المحزونِ ما لا يفعلُه سوَاها من تلكَ الومضاتِ وِإنِ اجتمعتْ واتّحدتْ. فترى قبسَ نورٍ من رحمةِ اللهِ يشرقُ من آيةٍ يتلوها قارئٌ بصوتٍ شجيٍّ, فتنتقلُ ذبذباتُ الصوتِ عبرَ العروقِ لا عبرَ الآذانِ, فإذا بالقلبِ المهمومِ قدِ انتشى وتخلّصَ من قيودِهِ لبرهةٍ ارتفعَ فيها طائرًا في عالمٍ روحانيٍّ جليلٍ, فلا يعودُ من رحلتِه القصيرةِ تلكَ إلا وقد جلبَ معه دواءً نادرًا لا يوجدُ له شبيهٌ في عالمنا؛ ليُسَكِّنَ بهِ آلامَهُ ويتصبرَ بهِ على بلائِهِ. فيا أيُّها المحزونُ إذا ضاقتْ بكَ الدنيا فتذكرْ أنْ تسلِّي نفسكَ بتَتَبّعِ ومضاتِ الرحمةِ فإنها تسكِّنُ الألمَ وتُسلي الروحَ, وتعينُكَ على تأمُّلِ نعَمِ اللهِ عليكَ, وهي زادٌ في طريقِكَ الوعرِ الّذي ابتلاكَ اللهُ بهِ. فإيَّاكَ إيَّاكَ أن تغفلَ عنها, وإيَّاك أن تغفلَ عن شكرِ اللهِ عليها, وتذكرْ قولَ اللهِ: ((وَلَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ)), فإذا ما انقضتْ مُدَّتُكَ, وأتاكَ الفرجُ من حيثُ لا تحتسب, وخرَرْتَ ساجدًا للهِ شاكرًا لأنعمِه = فلا تنسَ أن تحدِّثَ المكروبينَ وتسلِّيهم بومضاتِ الرحمةِ التي رأيتَها في ابتلائِكَ, فلعلَّ اللهَ أن يفرجَّ عنهم ويسلِّيهم. وإياكَ أن تغفلَ عنِ الدعاءِ أو تزهدَ فيه أو تيئسَ منه, فهو الرِّباطُ الذي يربطُ بينكَ وبين ربِّكَ فلا تقطعْهُ. | |