مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى
زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ
قال تعالى عن معجزة الاسراء :
( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )
[النجم: 17-18
زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ
عرج النبي الكريم صل الله عليه وسلم
إلى السماء ورأى أصحاب النار يعذّبون فيها،
رآهم رؤية حقيقية،
ولكن الكفار أنكروا عليه ذلك فلم تتصور عقولهم المحدودة هذا الأمر.
ولكن العلم اليوم وعلى لسان غير المسلمين
يعترفون بإمكانية رؤية أشياء حدثت في الماضي،
كما يعترفون بإمكانية رؤية أشياء سوف تحدث في المستقبل،
زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ
وهنا تتجلى عظمة معجزة المعراج،
حيث إن الله تعالى قد جعل العلماء يكتشفون أشياء تؤكد لهم أن رؤية الماضي
أو المستقبل علمياً أمر صحيح ومنطقي وغير مستبعد.
ولذلك قال تعالى عن هذه المعجزة :
( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )
[النجم: 17-18].
وهذا يدل على أن النبي الكريم قد رأى المعجزات في السماء
ليلة المعراج رؤية حقيقية،
بعكس ما يدعي البعض أنه رآها في المنام!
والعجيب أن هنالك معجزة علمية في كلمة (المعراج)،
فلم يسمّها "الصعود" أو الطيران" أو غير ذلك،
بل سمى النبي الكريم هذه المعجزة بالمعراج، لأن حركة الأجسام في الفضاء
لا يمكن أبداً أن تكون مستقيمة،
بل لابد من أن تكون متعرجة،
بسبب حقول الجاذبية الكثيفة حول المجرات وتجمعاتها.
زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ
ويحضرني في هذا المقام
محاولة لبعض المشككين بكتاب الله تعالى،
هذه المحاولة أرادوا من خلالها تأليف كتاب يشبه القرآن
فظهرت الأخطاء مباشرة حتى في عنوان هذا الكتاب!
فقد سموه "الفرقان الحق"،
وحسب معاجم اللغة فإن كلمة (الفرقان) تعني
الذي يفرق بين الحق والباطل،
ولذلك لا يجوز أن نقول "فرقان حق" أو "فرقان باطل"
لأن كلمة الفرقان بحد ذاتها تدل على التفريق بين الحق والباطل!
فتأمل أخي القارئ
كيف أخطأ هؤلاء حتى في عنوان الكتاب،
وهم يمتلكون تقنيات القرن الحادي والعشرين ولديهم العلماء
والمال والحاسبات الرقمية،
والسؤال:
كيف استطاع رجل أمي يعيش في القرن السابع أن يؤلف كتاباً ضخماً
(كما يدعي الملحدون)
مثل القرآن ولا يرتكب أي خطأ علمي أو لغوي،
لو لم يكن رسول الله ؟
زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ
توضيح
إن المعلومات الواردة في هذه المقالة
لا تعني أبداً أن العلماء سيتمكنون من رؤية المستقبل،
فإن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى القائل :
( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ
وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )
[الأنعام: 59].
ولكن العلماء يمكنهم أن يتصوروا أن معرفة الغيب ممكنة،
ولكن ليس من الضروري أن يصلوا إليها،
تماماً كما يمكنهم أن يتصوروا أن رؤية الماضي ممكنة علمياً
ولكن ليس بالضرورة أن يروا الماضي،
ولذلك فإن هذا البحث هو دليل على أن القرآن
لا يتحدث عن أشياء غير منطقية،
إنما حديث القرآن هو ضمن المنطق العلمي،
وهذا دليل على صدق قول الحق تبارك وتعالى عن كتابه:
( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا )
[النساء: 82].
زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ
منقول
زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ