معظم الرجال يتذمرون من صراخ زوجاتهم المزعج في البيت، ويزيد الأمر عندما تكون الزوجة أم للعديد من الأبناء بمراحل عمرية مختلفة، أو حديثة الولادة، فهذا الصراخ غالباً هو تنفيس لمشاعر بداخلها، لا يستطيع الرجل تفسيرها واحتوائها، فيرد على صراخها بصراخ أشد، ويشتعل البيت بالتوتر والعصبية.
صراخ الزوجة يجعل الزوج يتأذى كثيرًا من تواجده في البيت، فالمنزل بالنسبة للزوج هو وسيلة الراحة والهدوء، بعد يوم طويل من التعب والعمل، فإذا عاد الزوج إلى المنزل، ووجد الزوجة تصرخ طوال الوقت، يزداد الزوج عصبية وتوتر، و يثير المشاكل بينهما، بل وقد يتطور الأمر أن يضربها!
فالرجل دائمًا يحب المرأة الهادئة، التي تبتعد عن الصراخ والصوت العالي، و تدير أمورها بمنطقية وبهدوء، وتقابل الأمور بابتسامة دائمة، كما أن صراخ الزوجة أمام أهل زوجها يثير غضبه جدًا، فهي بذلك لا تعطي للزوج اعتباره وأهميته أمام أهله، وهذا يجعل أسرتهما في مهب الريح
وأنت أيضاً تفهمها
وكما نوجه رسائلنا للزوجة لمحاولة علاج هذه المشكلة، يجب أن يتفهم الزوج أن صراخ المرأة له أسباب عديدة يجب أن يسعى الرجل الواعي لتفهمها، خاصة وإن كانت صفة جديدة عليها، وأن من طبعها الهدوء.
قد تشعر الزوجة في بداية حياتها المستقلة بعيداً عن مساعدة وعون أهلها بمسئوليات كثيرة، خاصة التي لم تعتاد على أعمال المنزل منذ الصغر، والتي كانت والدتها تحمل مسؤولية كل شؤونها.
فهذه فتاة كانت تصحو من نومها بعد صلاة الظهر، لتجد والدتها قد نظفت المنزل وأعدت الطعام وجهزت لها ملابساً نظيفة، وفجأة تجد نفسها في بيتها وحدها، هي من تطهو وتغسل وتنظف فتشعر بمسئولية البيت، ومع قدوم الطفل الأول ومع آلام الحمل الأول يزيد التوتر، خاصة وإن كان الزوج لا يشاركها شيء.
البحث عن المثالية
كما أن بعض الزوجات تريد المثالية في كل شيء، فهي لا تريد ملعقة متسخة في المطبخ، ولا تريد أن ترى ذرة غبار على النافذة، أو قشة على السجادة، فتجهد نفسها طوال اليوم في التنظيف، وقد قالت زوجة ذات مرة، عندما يشعر الرجل بالتعب يأخذ أجازة من العمل ليرتاح، إنما الزوجة عندما تشعر بالتعب، تأخذ حبوب المسكنات لتستكمل شئون البيت!
وزوجة أخرى تشعر بالتوتر والرغبة في الصراخ لأنها تبحث عن المثالية في أخلاق وسلوكيات أبنائها، فتظل تصرخ متوترة مع كل خطأ يقترفه الأبناء، وعندما يعود زوجها للبيت مساءً يجدها منهارة من الصوت العالي، فيصاب بالاكتئاب، فهو يرى زوجته تصرخ ليل نهار، ولا ينظر لما تعانيه، فينصرف إلى سريره دون أن يعيرها انتباهاً، فيتصاعد الأمر لدى زوجته، فتشعر أن زوجها لا يحبها
الجفاف العاطفي
كما يؤكد بعض المتخصصين أن المرأة قد تترجم التقصير في تلبية احتياجاتها العاطفة، وإهمال الزوج لها بالصراخ المستمر، بل وقد تكون غاضبة من زوجها، فتصرخ في الأبناء! لأنها تشعر أنه يهملها، ولا تستطيع أن تصرخ هي في زوجها بما تشعر ... فتصرخ في الأبناء.
كما قد تصاب الزوجة بالعصبية الصراخ أحياناً في فترة ما قبل الحيض، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تصيبها ، وذلك في بعض الأحيان عندما تتبع حمية غذائية قاسية.
أكسر دائرة الصراخ
وقد يتساءل الزوج هل يستطيع كسر حلقة الصراخ والعصبية التي قد تصيب زوجته؟؟
قد يعود الرجل للبيت منهكاً، فيجد زوجته تصرخ في الأبناء، بدلاً من أن يصرخ فيها ويترك البيت خارجاً، يستطيع أن يسألها كيف حالكِ اليوم؟ فقد تهدأ قليلاً وتشكو له ما بقلبها، فهذا السؤال سيسقط عنها كل الأعباء وستشعر بالهدوء والسكينة، فبعض الزوجات مع وجودها بين الأبناء والحفاظات والدفاتر المدرسية والمطبخ والأواني تشعر بضياع طموحها المستقبلي والمهني، وفرص تعليمها واستكمال دراستها، وهذا يشعرها بالاكتئاب.
كما يستطيع الزوج أن يكسر روتين حياة زوجته، بأن يدعوها للخروج من وقت لآخر، وأن يطلب منها يوماً في الأسبوع أن يأكلوا طعام بسيط مكون من البيض والجبن، بدون طهي، أو يأكلوا في الخارج، ويكون هذا اليوم لها تستمتع بنفسها، وتسترخي.
احتضنها وفقط!
وأغلب الزوجات يكفيها في لحظات الغضب الشعور بها، فمجرد أن يحتضنها زوجها تهدأ نوبة الصراخ، بل وقد تنتبه لنفسها في أوقات لاحقة ألا تصل لهذه المرحلة ، فتسعى أن تفرغ شحنات الغضب المؤدي للصراخ أولاً بأول.
كما يستطيع الزوج تشجيع زوجته أولاً بأول لامتصاص نوبات الصراخ، فإن كانت تسعى للمثالية يخبرها باستمرار عن سعادته بمجهودها في تنظيف البيت، وأن مجهود أقل سوف يسعده! فالشحنات الإيجابية تمتص نوبات الغضب فلا يصل صوت صراخ زوجتك للشارع! |
|
|
|