 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كانت طيور الحب تسكن القلوب بكلمة،
فإن خفافيش الكراهية تعشش في البيوت بعبارة تخرج من فم أحد الأزواج
في لحظة غضب فتكتب بداية النهاية!
إنها ألفاظ جارحة تبدأ بالتطاول على أسرة الزوج أو الزوجة..
وتنتهي بالحط من قدر وكرامة شريك الحياة
ومعايرته بالمال تارة، وبانعدام الرجولة تارة أخرى..
وكثيراً ما يتم وصف الزوجة بالقبح ومقارنتها بالحبيبة السابقة،
وفي كل الأحوال النتيجة معروفة:
خراب البيوت وتشريد الأطفال!
لتكن البداية مع إحصائيات الطلاق وتقديرات العنف الأسري،
حيث تشيرإلى أن نحو 40% من أسباب هذه الظاهرة
ترجع إلى لجوء أحد الزوجين إلى استخدام عبارات وألفاظ جارحة
تسيء إلى الطرف الآخر ما يدفعه إلى الرد بالأسلوب نفسه،
ومن هنا تنتقل المشادة من مرحلة الكلمات
إلى اللكمات المتبادلة،وهو ما يؤدي غالباً مع تكرار المشاجرات
إلى وقوع الطلاق! هذا ما أكدته دراسة ميدانية
أجراها مؤخراً المركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة،
فضلاً عن عشرات القصص والحكايات الكثيرة
التي تعج بها دفاتر أقسام الشرطة لجرائم أسرية
تراوحت بين الإهانة والإيذاء البدني،
ووصلت أحياناً إلى حد القتل وتخلص أحد الزوجين من الآخر،
بطرق متنوعة تتراوح بين الإلقاء من النافذة والطعن بالسكين!
ومن جهتها تشير د. سامية خضر إلى حقيقة مؤكدة،
وهي أنّه لا يخلو بيت من المشادات الزوجية،
مهما كان حجم الحب والقرب بين الزوجين،
إذ لابدّ أن تشهد الحياة الزوجية خلافات في وجهات النظر،
قد تتطور إلى مشادة وأحياناً إلى ما هو أسوأ من ذلك،
لذلك يجب على كل طرف أن يضع نصب عينيه
قائمة من المحظورات لعبارات من الواجب تجنب قولها
كي تمر الأزمة بهدوء خصوصاً أن بعض العبارات أحياناً
يكون وقعها أشد عنفاً على القلوب من الخناجر وطلقات الرصاص..
والمطلوب من الطرفين التركيز فقط على مشكلة واحدة،
ومحاولة إيجاد حل لها. بمعنى، إذا كان موضوع الخلاف
يتعلق بوجود أتربة في المنزل،
أو اكتشاف إهمال في تنظيف قطعه أثاث،
أو تكرار عدم وجود ملابس نظيفة،
فيجب عدم الصراخ بوجه الآخر، أو التطرق إلى سلبيات أخرى،
لأنّ الآخر في تلك الحالة
سوف يبادر بالرد وإظهار سلبيات الطرف الآخر!ومن هنا تأتي أهمية خفض الصوت، وانتقاء الكلمات،
وضرورة ألا ينساق أحدهما وراء الكلمات الجارحة،
فبعد أن تنتهي المشادة سيجد كل طرف أنّه أخطأ في حق الآخر،
وأصاب مشاعره إصابة بالغة يصعب نسيانها بسرعة.
ويلفت د. علي إلى أن هناك شخصيات مندفعة
لا تعرف التحكم في حديثها وخصوصاً وقت الانفعال والمشادات،
وهي شخصيات بالتأكيد تحتاج إلى إعادة تأهيل نفسي.
د. أحمد عكاشة – خبير الطب النفسي
والرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسي –
يرى في المشادات الزوجية،
مؤشراً إيجابياً إذ أثبتت الدراسات الميدانية أن لها فائدة
تكمن في أنها تفرّغ الشحنة السلبية
التي يختزنها أحد الزوجين في داخله،
الأمر الذي يؤدي لاحقاً إلى توافقهما وتجديد العلاقة بينهما،
وجعل جذوة الحب متوهجة، ولحدوث ذلك
يشترط د. عكاشة ألا تتكرر الخلافات يومياً حول أشياء تافهة،
مشدداً على خطورة أن تنزلق المشادة الكلامية
بين أي زوجين إلى استخدام عبارات جارحة،
وسباب وشتائم، فهنا ستكون المشادة مدمرة للعلاقة الزوجية،
وأشبه بسكين يقطع في أواصرها!
ويضرب د. عكاشة عدة أمثلة لهذه العبارات القاتلة منها:
أنا رجل البيت.. أنا من ينفق عليكم..
هذه فلوسي.. كلمتي يجب أن تنفذ
وإلا سأطردك وعيالك.. سأطلقك.. سأتزوج عليكِ".
أو أن تقول الزوجة لزوجها:
هذا منزلي.. الشقة باسمي.. إذا كانت لا تعجبك الحياة معي فلترحل..
أو أنا التي تنفق على البيت..
أنت لست رجلاً..
تلك النوعية من العبارات
من شأنهاأن تُشعر الطرف الآخر بالعجز،
وبأنّه غير مرغوب فيه!
تؤدي إلى الطلاق لكنها أحياناً تشعل جذوة الحب.
مما تصفحت. |
| |
الموضوع الأصلي :
حروب بين الازواج || الكاتب :
همسه الشوق || المصدر :
شبكة همس الشوق