إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير
الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته - أخي المسلم :
باب كبير ييسر للشيطان عمله ألا و هو عدم التسامح بين الناس و من باب عدم التسامح يجرك الشيطان نحو مهلكات كثيرة منها الغيبة و
النميمة و الحسد و الضغينة و ما يؤدي لذلك من تفكك للمجتمع و غضب رب العالمين .
إذاً يركز الشيطان على نقطة أن لا يسامح الأخ أخيه و لا الأب ابنه و لا الجار جاره .... و يستعمل لهذا طرقاً كثيرة منها :
1- تذكيرك بتقصير مفترض لفلان في مجال معين .
2- تضخيم الهفوة الصغيرة .
3- تذكيرك بهفوات و عثرات و أخطاء الآخرين باستمرار و خاصة في المناسبات .
أما الأمثلة على الحالة الأولى فيذكرك كيف أن :
- صاحبك لم يقدم لإبنك الدعم كي يتوظف في دائرة يقدر على توظيفه فيها علماً أن الدعم المطلوب يعني تخطي القوانين أو أن في ذلك حرج معين .
- أخوك لم يقدم لك دعماً مالياً على شكل قرض طويل المدى كي توسع تجارتك و كي تحسن بيتك .
- أختك لم تخطب ابنتك لإبنها .
- جارك لم يمسح الدرج كما تريد و في الوقت الذي تريد.
و أما الأمثلة على الحالة الثانية فيذكرك كيف أن :
- أخوك لم يستشرك كما يجب في خطبة و زواج ابنه و ابنته .
- قريبك لم يقدم لك الهدية المناسبة في نجاح ابنك .
- جارك لم يسلم عليك كما يجب .
أما الأمثلة على الحالة الثالثة فيذكرك كيف أن :
- شقيقك لم يزرك في مرضك .
- جارك تلفظ بكلمة جارحة في شجار بينكما .
و هكذا فإن الشيطان يسعى للقطيعة بين الناس كخطوة أولى يتبعها حروب لا تنتهي و في سعيه لذلك يوسوس إليك الشيطان أن لا تصلح بين
الناس بحجة أن ذلك مستحيل أو أن ذلك الشخص عقله حجري و صلب .
كما ترى هذا الباب , باب عدم التسامح , باب كبير يستغله الشيطان باحتراف كبير ذلك لأن الإنسان يقع في الهفوات الصغيرة بشكل
متكرر و يومي و الشيطان يحول كل هذا مصائد ليفتك ببني آدم .
تذكر أن كل بني آدم خطاء و أنت منهم فإن أخطأ فلان بحقك فأنت ستخطىء بحق آخر فتعلم مسامحة الآخرين لأن ذلك ما يريده ربك منك
و لا يريد الله عزوجل هذا الشيئ منك إلا لأن فيه سعادتك و راحة بالك .
الآية الكريمة مكتوبة بقراءة حفص عن عاصم |
|
|
|