سورة العصر عقد الجُمان ورسائل جزء عم
مما تعلمنا من
بعد السور العظيمة التي أيقظت
في كُلّ قلبٍ سليم منيب
الهمّة في استغلال حياته للعمل للآخرة
نتعلم من سورة العصر تخطيطا ومنهاجاً نسير عليه في طريقنا إلى الله.
في هذه السورة القصيرة الجامعة لأسباب السعادة جميعها .
قال عنها الإمامُ الشافعيُّ -رحمه الله-:
" لو تَدَبَّر الناسُ هذه السورةَ؛ لَوَسِعَتْهُم".
وقد عَرِفَ الصحابة عظمة هذه السورة فكان الرجلان إذا التقيا لم يتفرّقا حتى يقرأها أحدهما على الآخر ليُذكِّر بعضَهم بعضاً بهذه السورةِ العظيمةِ
فما أعظمَ فَهْمَ الصحابةِ وتدبرهم للآيات
فأقسم تعالى بالعصرِ الذي هو الوقتُ الذي يعيشُ فيه الإنسانُ في هذه الحياةِ بما فيه مِنَ الفائدةِ العظيمةِ للإنسانِ إذا أحسَنَ استغلالَه فيما يَنفَعُهُ ويُفيدُه.
مما يدلُّ علَى عِظَمِ الوقتِ وأهميتِهِ،
فالوقتُ مِنْ أَنْفَسِ النِّعَمِ التِي أنْعَمَ اللهُ سبحانَهُ بِهَا علَى الناسِ؛
لأنَّه هو ميدانُ سعيِنا وهو مضمار التنافس والسباق
والرابحُ الحقيقي هو مَنِ كان الأكثر اغتناماً لوقْته
والخاسرُ هو ذلك الذي بقي مجرد مشاهد للمتسابقين وقد فرّط عمره الذي هو الفرصة التي أعطاها الله إياها
فأقسم تعالى بالعصر على أنَّ كلَّ إنسانٍ في خسارةٍ وهلاكٍ في الدنيا والآخرةِ، إلا مَنِ استغلَّ هذا الوقتَ
بأربعةِ أشياء:
الإيمانِ = ويكون بالعلم
والعملِ الصالحِ = العمل
والتواصي بالحقِّ = ويكون بالدعوة
والتواصي بالصبرِ = الصبر
وقتك ويومك وعمرك لابد أن تُنجز فيه هذه الأمور الأربعة الأساسية المتلازمة معاً فلا يكون أحدهم دون الآخر
العلم / العمل / الدعوة / الصبر
فالإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا....
وكلما عرفت الله بالعلم به زاد ايمانك
والإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات.......
وكلما زاد عملك زاد إيمانك والعكس فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
الإنسان في خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بِالْحَقِّ ومن ذلك
الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ
فلا تكون نجاة مِنَ الخسارة حتى يُصلحَ نفسَه ويُصلحَ غيرَه.
الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
و الصبرُ أساس عظيم فهو يُلزم نفسه بالطاعةِ
ويكفها عَنِ المعصيةِ ويحثها على احتمال المصائبِ وعدم التسخط عندها
ومَنْ رُزقَ الصبرُ فقد أعطاهُ اللهُ خيراً كثيراً، وجعلَ العسيرَ عليهِ يسيراً
وبذلك تصل بنا السورة إلى ضرورة هذه الأربعة أمور ليخرج الإنسان من حالة الخسر التي هو فيها كائن بدون هذه الأربعة أمور مجتمعة
ولا تكون هذه الامور الا
مع قلوب قد امتلأت بالإيمان والرحمة وشفقة المسلمين بعضهم على بعض
فالنحسن اغتنامَ أوقاتنا وأعمارنا فيما يثقل ميزاننا ويعود علينا بالخيرِ
فالفرصة موجودة
والأعمال محسوبة
وأنفاسك معدودة
والوقت
إمَّا لكَ
أَوْ عليكَ
( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وتواصوا بِالصَّبْرِ (3))
مجموعة تدبر