تجربة جاكوار إكس إف 2016 في جيلها الثاني، تؤكد أن انتقال جاكوار من مرحلة المطاردة إلى مرحلة المواجهة المباشرة، ويبدو أن المطاردة انتهت في صالح الفهد البريطاني!  قبل فترة وجيزة، جلست أتابع برنامجا على قناة “ناشيونال جيوغرافيك” حول الحيوانات المفترسة في إفريقيا، وكيفية تسللها خلف طرائدها، واستغلالها لعنصر المفاجأة والسرعة لاصطياد الطرائد. الغريب في الأمر، هو أن بعض الحيوانات أحيانا تشعر بالخطر القادم، ولكن لسبب ما، ربما لبطء تحركه أو لبعد المسافة، تتجاهل ذلك الفهد الذي يتسلل رويدا رويدا بين الحشائش. طبعا إلى أن يبدأ بالجري خلفها! لا داعي للتوضيح هنا أن فهد جاكوار هو المقصود بهذا التشبيه، وأن السيارات الألمانية هي الطريدة التي تجري ورائها. طبعا أن تنافس سيارات مثل مرسيدس الفئة سي وبي إم دبليو الفئة الخامسة وغيرها من السيارات الفاخرة في هذا القطاع يتطلب أكثر من السرعة ومهارة التسلل بخفة. ولكن كما أثبتت تجربة قيادة جاكوار XF فإن الألمان عليهم أن لا يستهينوا بالفهد البريطاني الذي تبدو أسنانه ومخالبه وسرعته، أحد وأقوى وأسرع من ذي قبل. ولكن لكي نفهم السبب الذي يدفع جاكوار لإقحام نفسها في فئة من السوق حيث المنافسة تتخذ منحى شرسا، علينا أن نفهم تاريخ جاكوار، وتاريخ جاكوار XF. فجاكوار، وعلينا أن لا ننسى هذا، شركة تحدد هويتها بحسب أيان كاللوم، مدير التصميم لدى الشركة، على أنها شركة تصنع سيارات سيارات رياضية ذات طابع فاخر. هذه الهوية التي نراها اليوم، تم تحديدها وتعريفها عند إطلاق طراز جاكوار C-XF الاختباري، والذي تحول في عام ٢٠٠٧ إلى الجيل الأول من جاكوار XF.  تقديم جاكوار XF في جيلها الأول انتقل بالشركة إلى فئة جديدة، كانت قد اختفت من بين سياراتها ربما منذ توقف إنتاج طراز “مارك II” في الستينيات. المشكلة، أو التحدي الحقيقي، كان حقيقية أن جاكوار XF كان عليها أن تكون الكثير من الأشياء في وقت واحد. فهي التي تحدد لغة التصميم الجديدة لدى الشركة، وهي أول سيارة سيدان متوسطة لديها، وهي أيضا بمثابة الكوبيه ذات الأربعة أبواب لدى الشركة، وهي كذلك أرخص سيارات الشركة، وبالتالي فهي الموجهة نحو الجمهور الأعرض. طبعا دون أن ننسى أنها السيارة الرياضية اليومية التي تثبت أن جاكوار لا تزال شركة سيارات رياضية حقيقية.  لا شك في أن الجيل الأول من جاكوار XF نجح في مهمته على أكمل وجه. أرقام المبيعات تشير إلى قبول عالمي للطراز، وهوية جاكوار الجديدة تم تثبيتها وإطلاق عدة طرازات جديدة تحمل جميعها في الـ DNA الخاص بها بعضا من جينات جاكوار XF. فطراز XJ الحالي، وطراز XE الأصغر الجديد، كلاهما يدين بشكل أو بآخر إلى طراز XF من حيث الخطوط التصميمية والشخصية العامة. والأمر ذاته ينطبق على جاكوار F-Pace القادمة ذات الدفع الرباعي. ولكن من جهة أخرى، كان على جاكوار أن تقوم ببعض التضحيات لتؤدي السيارة المهمات المطلوبة منها. فخطوط السيارة الخارجي كانت إلى حد ما على حساب مساحة المقصورة. كما أن عدم توفر مجموعة كبيرة من المحركات حددت من قوة منافستها، خاصة في ظل عدم توفر محركات صغيرة في البداية. لكن اليوم، يختلف وضع جاكوار XF. فوجود طراز XE يعني أنها لم تعد “المدخل” إلى امتلاك سيارة جاكوار، وطراز F-Type يقوم بمهمته على أكمل وجه في رفع راية جاكوار الرياضية. ومع إطلاق جاكوار F-Pace قريبا ستتوسع المجموعة، وبالتالي بات بالإمكان التركيز مع الجيل الثاني من XF على تقديم سيارة تنافس وجها لوجه طرازات الفئة E والفئة الخامسة والأودي A6. ومنذ النظرة الأولى، يمكن القول بأن جاكوار بدأت بداية جيدة. جاذبية السيارات وجمالها أمر نسبي، ولكن لا شك في أن إيان كاللوم وفريقه أبدعوا في تصميم جاكوار XF. صحيح أن الشكل الخارجي ليس ثوريا بقدر ما كان الجيل الأول من السيارة، ولكن في حديثي السابق مع إيان كاللوم عند تقديم السيارة لأول مرة في معرض نيويورك في وقت سابق هذا العام، أكد لي بأن هذا الأمر مقصود. فجاكوار قطعت أشواطا كبيرة خلال العقد الماضي في عملية إعادة عريف نفسها، وفريق التصميم يشعر بأن الأولوية الآن هي في تثبيت شخصية جاكوار وترسيخها في أذهان المستهلكين، وهذا هو السبب في التركيز على الشكل “العائلي” الذي يجمع بين مختلف الطرازات. التصميم العام قوي وأنيق، وخاصة في المقدمة، مع خطوط جانبية رياضية بامتياز، تجعل فعلا من جاكوار XF أشبه بسيارة كوبيه بأربعة أبواب، وهو أمر يظهر في نسبة الجر (معيار قياس الانسيابية) للسيارة، والذي يبلغ 0.26 فقط، وهو رقم ينافس السيارات الرياضية. ولا شك في أن معالجة الأضواء الخلفية تمت بطريقة رائعة، خاصة مع الخطوط المضيئة المستمدة من طراز F-Type الرياضي، ولكن هنا مع نصفي دائرة إلى الأسفل، على عكس طراز XE بنصف دائرة واحد، ربما لإيصال الرسالة واضحة بأن XF هي الشقيقة الأكبر! ولكن المهم هو أن هذه الأضوية تلبي مهمتها وهي أن تجعل من الصعب أن تخطئ أيا من سيارات جاكوار بسيارة أخرى.  والنتيجة في النهاية سيارة أنيقة، جذابة، رياضية وذات حضور مميز. ولكن ما لفت نظري فعلا لم يكن جمال التصميم بحد ذاته، بقدر ما كان ثباته في مختلف فئات السيارة. فجاكوار XF تتوفر بأربع فئات من حيث التجهيزات (بيور، برستيج، بورتفوليو وآر سبورت) وكلها بلا استثناء تتمتع بنفس جمال التصميم. هل رأيت يوما إحدى منافساتها الألمانيات في شكلها القياسي بدون الإكسسوارات الإضافية الرياضية (والتي ستدفع ثمنها)؟ إنها تبدو أحيانا وكأنها “عارية”. هذا الأمر لا ينطبق على جاكوار XF، والتي برأيي الشخصي تكسب معركة التصميم.  تصميم جاكوار XF ربما يخطف الأبصار، ولكن ما يقبع تحت هذا الشكل الخارجي هو ما يثير الإعجاب فعلا. جاكوار باتت اليوم من الشركات المتخصصة في استخدام الألنميوم الخفيف والقوي في صنع سياراتها، وجاكوار XF الجديدة تستخدم قاعدة من الألمنويم الخفيف والحديد الصلب، لتكون أخف من الجيل السابق وأصلب، مع وزن إجمالي للقاعدة (أو الشاصي) يصل إلى 282 كيلوغراما فقط، صلابة أكثر بمقدار 28%، ووزن أخف بمقدار 190 كيلوغراما لبعض الفئات. بل إن جانب السيارة مصنوع من قطعة ألمنيوم واحدة هي الأكبر في عالم صناعة السيارات، وبوزن خفيف يمكن حمله بيد واحدة، إذ يزن 6 كيلوغرامات فقط!  تجربة جاكوار إكس إف 2016 على الطريق تظهر فورا أن اختيار جاكوار لهذه القاعدة الجديدة كان اختيارا صائبا. إذ أن القاعدة الجديدة لم تسمح فقط لجاكوار بزيادة أبعاد المقصورة الداخلية دون التأثير على الأبعاد الخارجية، ولكنها سمحت أيضا لمهندسي جاكوار باعتماد تجهيزات ميكانيكية مميزة في هذه الفئة. فجاكوار تعرف نفسها على أنها شركة تصنع سيارات رياضية، ولهذا تم تزويد جاكوار XF بنظام تعليق أمامي مستمد من طراز F-Type الرياضي، مصنوع من الألمنيوم لأخف وزن وأقصى صلابة، مع وضعية رياضية مثالية تتمثل في تصميم بشكل “مثلثات مزدوجة”، أو ما يعرف بالـ (Double Wishbone)، وهي الخيار الأول المعروف للسيارات الرياضية. أما في الخلف، فاعتمدت على وضعية “الوصلات المدمجة”، وهي الأكثر تعقيدا في هذه الفئة، ولكنها أيضا الأكثر قابلية للتعديل، لتمنح السيارة الثبات والراحة التي تنافس سيارات في الفئات الأكبر والأعلى.   وعلى الطريق تظهر فورا قدرات جاكوار XF الديناميكية. في العادة مثل هذه السيارات تركز أكثر على الراحة والفخامة. ولكني كنت أقود جاكوار XF كما لو كانت سيارة رياضية. طرق التجربة في إسبانيا أخذتنا عبر مناطق جبلية وشوارع متعرجة، تبدو مناسبة أكثر لسيارة “ميني” منها لسيارة فاخرة من الحجم المتوسط. ولكني من خلف المقود تشعر بأن جاكوار XF هي في نصف حجمها الحقيقي. السبب يعود إلى أن ديناميكية السيارة رياضية فعلا، مع مقود كهربائي هو بلا شك حاليا الأفضل في الفئة. فعلى الرغم من أن أنظمة المقود الكهربائية تبدو “مصطنعة” بعض الشيء من حيث الإحساس فيها، إلا أن جاكوار أبدعت مع نظام كهربائي متغير، يتيح تجاوبا رائعا للسائق، ويعطيه ثقة عالية في توجيه السيارة. فيمينا ويسارا تتأرجح السيارة بكل سهولة كما لو كانت سيارة هاتشباك رياضية، وهي “تهاجم” المنعطفات بكل سلاسة، لتظهر روح جاكوار الرياضية الحقيقية.  محركات السيارة تلعب دورا بارزا هنا. فجاكوار توفر طراز XF الجديد بثلاثة محركات بنزين في الوقت الحالي. محرك القاعدة من فئة 2.0 ليتر من أربع اسطوانات مع تيربو، بقوة 240 حصان، يعطي السيارة أداء جيدا. ولكن إن أردت أن تفي قدرات السيارة الديناميكية حقها، فعليك اختيار محرك الـ V6 الشهير لدى الشركة، بسعة 3.0 ليتر مع سوبر تشارجر، والمتوفر بقوة 340 و380 حصان. مع المحرك القوي، تشع قدرات جاكوار XF الديناميكية. فيدفع السيارة على الخطوط المستقيمة بقوة، ويقذفها خارج المنعطفات بقوة. تماسك السيارة الممتاز يظهر جليا هنا، ليس فقط من خلال سير السيارة بكل ثبات في المنعطفات، ولكن أيضا بفضل وضع قوتها بشكل سلس على الشارع، واستغلالها بشكل كامل لتقديم أفضل أداء ممكن. تجربة جاكوار إكس إف 2016 لم تقتصر على قيادة السيارة على طرق شمال إسبانيا الملتوية الرائعة، بل أخذتنا أيضا إلى حلبة نافارا، حيث أمكننا الاطلاع فعليا على قدرات جاكوار XF الديناميكية، والتعرف أكثر على بعض مميزاتها التقنية. هناك، مع محرك V6 وبقوة 380 حصان ونظام دفع رياعي، تكشف جاكوار XF عن جانبها الرياضي الكامل، ومدى استعدادها لإطلاق نسخة SVR الرياضية القوية، والقادمة بلا شك في وقت لاحق لمنافسة طرازات M5 وE63 AMG وRS6.  من الواضح أن طراز القمة الذي قدته خلال تجربة جاكوار إكس إف 2016 على أرض الحلبة أكثر من مؤهل للعب دور السيارة الرياضية. إذ أن التماسك الذي يوفره نظام الدفع الرباعي الاختياري يبدو أنه لا طريقة لإرخاء قبضته على الشارع. فالتماسك مذهل، والسيارة تحتفظ بشعور سيارات الدفع الخلفي أثناء القيادة. ففي أثناء الخروج من المنعطفات، هناك ميل طفيف إلى الانزلاق الأمامي (Understeer) عند الضغط مبكرا على دواسة الوقود، ولكن بشكل فوري، يتحول ذلك إلى تماسك عال في المقدمة التي تعود إلى خط السير بشكل تلقائي لتندفع السيارة بكل قوة. قوة السيارة تنقل عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ثمانية نسب، وهي سريعة التجاوب وتعطي السائق قدرا إضافيا من التحكم. تجاوب العلبة سريع، وإن كانت أحيانا تصطدم بواقع طلب تغيير أكثر من نسبة نزولا بشكل متتال، فتجد تأخيرا بسيطا في تجاوبها. وإن كنت أشك أن أحدا سيحاول فعليا تجربة قيادة جاكوار XF ٢٠١٦ على الحلبة ليطلب منها ذلك!  ولكن لا شك في أن جاكوار XF تتمتع بقدرات ديناميكية عالية. فهناك ممتصات صدمات متوفرة اختيارايا بتغيير إلكتروني، ولكن حتى ممتصات الصدمات العادية تم تعييرها لتوفر راحة مثالية. ومهما كان خيارك في هذا المجال فإن الراحة مثالية. كذلك تتوفر جاكوار XF بنظام “التفاعل مع السطح” والذي يستبدل نظام الأجواء الممطرة، عبر تحسس نوعية سطح الطريق واختيار المعايير المناسبة أوتوماتيكيا. كما زودت جاكوار XF بتقنية “التحكم بالتقدم على الأسطح المختلفة” أو (All-Surface Progress Control) والمطورة عبر خبرات الشقيقة لاند روفر، للتحكم بالدفع على الأسطح الزلقة، وإعطاء جاكوار XF قدرات لا تضاهى على الأسطح الزلقة. وأخيرا، فنظام “توزيع العزم عبر الكبح” يعطي السيارة رشاقة وقدرات مذهلة اطلعنا عليها عند القيادة على المسار المبلل في حلبة نافارا.  إلا أن التغلب على الأسماء الكبيرة الألمانية في هذه الفئة يتطلب أكثر من مجرد قدرات ديناميكية عالية. إذ أن هذه الفئة من السيارات تتعلق بالراحة والفخامة والجودة بقدر ما هي تتعلق بمتعة القيادة والقدرات العالية. وإذا ما أرادت جاكوار منافسة مرسيدس وبي إم دبليو وأودي فعليها توفير مقصورة أنيقة، عملية، واسعة وتتسم بالهدوء والراحة، وتوفير كافة التجهيزات المتوقعة من سيارة في هذه الفئة جنبا إلى جنب مع المواد ذات الجودة العالية. وهذا تماما ما فعلته جاكوار. إذ أن مقصورة جاكوار XF تبدو مكانا مثاليا للراحة والاسترخاء، سواء كنت في مقعد السائق، لتوفر لك تجربة قيادة هادئة ومريحة عند الطلب، أو في أي من مقاعد المقصورة الأخرى ذات الراحة المثالية، للاستمتاع بمميزات وتجهيزات هذه المقصورة. الحديث عن أشياء مثل الجلد ومكيف الهواء الإلكتروني للتحكم بمختلف المناطق أو المقاعد المكيفة أو فتحة السقف البانورامية لم يعد أمرا مدهشا في هذه الفئة. كلا، للتفوق هنا كان لا بد من إضافات مختلفة وتقنيات مميزة، وتتمثل هنا في نظام تطبيقات (InControl) الجديد لدى جاكوار. هذا النظام المتطور جدا يسمح بالتعامل مع الشاشاة الوشطية كأنها هاتف ذكي أو جهاز كمبيوتر صغير، ويزاوج بين تطبيقلته والتطبيقات الخاصة التي يمكن تحميلها على الهاتف الذكي، ليصبح انعكاسا له في السيارة. النظام متطور جدا، ويوفر مجموعة هائلة من المعلومات والتطبيقات للسائق والركاب. هؤلاء الركاب بإمكانهم أيضا اتخدام شبكة الإنترنت عبر الـ Wi-Fi في السيارة، والذي يمكنهم من ربط ثمانية أجهزة مختلفة مع شبكة الإنترنت. كما تتوفر جاكوار XF بتقنية الليزر لعرض المعلومات على الزجاج الأمامي. إلا أن التغيير الأهم يقع تحت عيني السائق، وتحديدا في لوحة العدادات الحديثة، وهي شاشة كبيرة بتقنية TFT، تعرض المعلومات بوضعيات مختلفة بحسب اختيار السائق، لتتنوع ما بين العدادات التقليدية والعدادات الرياضية، إلى عرض خرائط نظام الملاحة بتقنية 3D. وطبعا دون أن ننسى النظام الصوتي الرائع المتوفر للسيارة من صنع شركة “مريديان” الشهيرة بجودته العالية.   طبعا كل هذا في مقصورة فاخرة، مغطاة بالجلد، ومصنوعة من مواد عالية الجودة. جاكوار حافظت على بعض اللمسات الخاصة التي ميزت الجيل الأول من طراز XF، ومن أبرزها طبعا فتحات الهواء المغلقة في لوحة القيادة والتي تفتح عند تشغيل المكيف، وعتلة تغيير النسب الدائرية التي تبرز تحت يد السائق. تصميم لوحة القيادة كشكلها الخارجي، أنيق ورصين. ولكن هنا وبحسب الفئة المختارة تتأرجح بين الفخامة والنفس الرياضي. فبينما يزين الخشب المصقول فئة “بورتفوليو” الفاخرة، نجد في فئة S الرياضية مقاعد مميزة وتطعيمات بشكل ألياف الكربون، وكلا الخيارين بشكل ما يناسب مقصورة السيارة. الأهم من ذلك هو أن تجربة جاكوار إكس إف 2016 كشفت عن راحة وهدوء مثاليين في هذه الفئة. فالسيارة هادئة جدا عند السير بسرعات اعتيادية، وراحة التعليق مثالية وتوازي السيارات الفاخرة في الفئات الأكبر. وبهذا تجمع جاكوار XF بين المتطلبات الضرورية للمنافسة في هذه الفئة. هل هي الأفضل إذا؟ من الصعب الحكم على ذلك دون وضع السيارة في مقارنة أمام منافساتها وجها لوجه. ولكن بالنظر إلى ما رأيناه خلال تجربة جاكوار إكس إف 2016 فإنها تبدو فعلا منافسا قويا في هذه الفئة. للبعض ربما تحفاظتهم على سيارات جاكوار، وهذا يعود إلى صورة نمطية ترسخت في أذهان البعض خلال السنوات الغابرة. ولكن اليوم، جاكوار في الصدارة حين يتعلق الأمر برضا المستهلك عن السيارات الجديدة بحسب شركة (JD Power) الشهيرة المتخصصة، وسواء من حيث الشكل، الأداء أو الاعتمادية، فهي تنافس على أعلى المستويات. وهذا المنحنى التصاعدي لم يأت من فراغ. فمنذ الجيل الأول من جاكوار XF، بدأت جاكوار تشحذ أنيابها استعداداللمنافسة. واليوم فجأة، برزت هذه الأنياب، وبدأت جاكوار هجومها على منافسيها. قد يتستطيعون الهرب لفترة، اعتمادا على البداية المبكرة التي أتيحت لهم. ولكن بالنظر إلى السرعة التي غيرت بها جاكوار أسلوبها وتوجهها، فيبدو أن اصطيادها لطريدتها مسألة وقت ليس أكثر. |
|
|
|