يجعل المتأثرين أداة دائمة له ويمنع فكرة عودتهم
سلاح «داعش» الجديد.. «قتل الأقارب» لضمان عدم التوبة
حادثة الشملي بداية التصوير الداعشي للعمل الإجرمي الرياض - متعب أبو ظهير
"قتل الأقارب مقدم على النفير للجهاد" هذه الفتوى الداعشية التي صدرت مؤخراً من قبل التنظيم الإرهابي، التي تهدف إلى ضمان قطع طريق العودة لمعتنقي الفكر المنحرف، الذين تتغير قناعاتهم بعد نفيرهم إلى أماكن هذه الجماعات والاحتكاك المباشر معهم ومعرفة خفاياهم ونواياهم المسمومة. فعندما يقدم من تأثر بهذا الفكر من حديثي السن إلى الشروع أو المشاركة في القتل تضمن هذه الجماعات التحكم بالعنصر الذي بات مطلوباً في قضايا تستوجب القصاص شرعاً، ما يصعب العودة إلى جادة الصواب ويسهم في مواصلة أعماله وأفكاره التخريبية.
هذه الفتوى التي أفتى بها تنظيم "داعش" الإرهابي لم يتقبلها إلا قلة بدليل أنه بعد مُضي احد عشر شهراً وعشرة أيام من الفتوى التي خرجت في 16 مارس 2015م، لم ينفذ إلا أربع عمليات فردية الأمر الذي يشكل إحباطاً للمتآمرين على الوطن الذين تبددت أحلامهم بتحقيق ولاياتهم المزعومة، بل على العكس تماماً ارتدت فتواهم عليهم وساهمت في توضيح الصورة لمن تأثر بهذا الفكر، حيث وضعت حداً لتمدد هذا الفكر الدنيء الذي بني على الباطل، الفكر الذي لم يستثن أحدا بل يكفر الجميع ابتداء بتكفير المخالف وانتهاء بتكفير وقتل الأقارب، في صورة كشفت الوجه القبيح لهذا التنظيم.
هذه المطالب ل"داعش" باستباحة قتل الأقارب وحث أتباعها على البدء بأقاربهم من خلال التسجيلات التي بثت عبر الشبكات العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي، ساهمت في خلق تذمر مجتمعي واسع، تنم عن وقفة اجتماعية صادقة لمواجهة هذا الفكر بجدية وحزم لمنع تغلغل فتوى المضللين إلى المجتمع.
أربع عمليات في العام الأول من الفتوى والتطبيق بدأ بعد خمسة أشهر من الدعوة
البداية صنعها صغار السن
استهدفت مواقع تنظيم "داعش" ومعرفاته عبر شبكات التواصل صغار السن لسهولة التأثير فيهم وجرهم لمستنقع الإرهاب وتطويعهم كيفما شاؤوا ليكونوا أدوات لهم حتى وهم بين أهاليهم، محققين بذلك استراتيجية التنظيم الإرهابي الساعية لصناعة جيل جديد من المجندين حدثاء الأسنان الذين يسهل غسل أدمغتهم وانقيادهم سريعا لتنفيذ أوامر قادتهم حتى لو كانت ضد بلادهم وأقاربهم.
الأربع القضايا التي تبناها التنظيم وشهدت قتلا للأقارب ممن طبقوا هذه الفتوى المنحرفة التي اتسمت بالجهل والغلو خلال الأشهر الماضية بدأها الإرهابي محمد الغامدي الذي قتل والده بعد أن أبلغ الأمن عنه، وتلاه عبدالله الرشيد الذي قتل خاله العسكري قبل أن يقدم على تفجير نفسه عند أحد النقاط الأمنية، ثم تواصل تطبيق عقيدة "البراءة من أهلهم وذويهم" بحادثة الشملي التي نفذها سعد وعبدالعزيز العنزي في ابن عمهم الذي عاش معهم في منزل واحد، واختتمت بالعمل الإجرامي الرابع قبل أيام عدة التي راح ضحيتها وكيل الرقيب بدر الرشيدي.
الغامدي أول المنصاعين تلاه الرشيد.. وحادثتا الشملي والقصيم طبقتا الأسلوب الداعشي
استجابة متأخرة
بداية التطبيق كانت بتاريخ 27 رمضان الماضي أي بعد مُضي خمسة أشهر من الفتوى في إشارة إلى عدم تقبل المنتمين للفكر الداعشي لهذه الفتوى الدنيئة حيث كانت البداية من الإرهابي محمد الغامدي بخميس مشيط والذي أقدم على قتل والده بإطلاق النار عليه من سلاح رشاش، فيما أصاب رجلي أمن ليتم الرد بالمثل مما أدّى إلى قتله، ثم بعد ذلك بأيام وقعت حادثة إرهابي الحاير التي نفذها الإرهابي عبدالله الرشيد بمقتل خاله العقيد راشد الصفيان ومن ثم التوجه لتنفيذ عمل انتحاري عند أحد النقاط الأمنية. بداية التطبيق بتصوير العمليات
بعد هاتين الحادثتين اللتين نفذتا في غضون أسبوع توقف العمل بهذه الفتوى لمدة شهرين حتى خرجت لنا حادثة إرهابيي الشملي إلا أن هذه الحادثة أخذت الأسلوب الداعشي المفضوح التي تمثلت بتصوير العملية وبثها لإحداث الفوضى وتخليد هذا العمل وكأنه عمل بطولي وديني، ثم توقفت العمليات لمدة خمسة أشهر حتى ظهرت حادثة مقتل وكيل الرقيب بدر الرشيدي الذي لم يساعد غادريه على إنتاج فيلم داعشي جديد نتيجة المقاومة الشرسة التي اتسم بها الشهيد.
موقع حادثة القصيم الأخيرة
موقع أول عمليات قتل الأقارب الداعشية
الانتحاري الرشيد نفر للموت انتحاراً بعد قتله لخاله