يقول سبحانه :
( كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ
(27)وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)
إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) )
القيامة
يعظ تعالى عباده بذكر حال المحتضر عند السياق ،
وأنه إذا بلغت روحه التراقي،
وهي العظام المكتنفة لثغرة النحر،
فحينئذ يشتد الكرب،
ويطلب كل وسيلة وسبب،
يظن أن يحصل به الشفاء والراحة،
ولهذا قال
(وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ)
أي: من يرقيه من الرقية لأنهم انقطعت آمالهم من الأسباب
العادية، فلم يبق إلا الأسباب الإلهية .
ولكن القضاء والقدر، إذا حتم وجاء فلا مرد له،
( وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ)
للدنيا
( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ )
أي: اجتمعت الشدائد والتفت، وعظم الأمر وصعب الكرب،
وأريد أن تخرج الروح التي ألفت البدن ولم تزل معه،
فتساق إلى الله تعالى،
حتى يجازيها بأعمالها، ويقررها بفعالها )
تفسير السعدي
وبهذا الإسناد، عن ابن عباس في قوله:
( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ )
قال: التفت عليه الدنيا والآخرة.
وكذا قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس:
( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ )
يقول: آخر يوم من أيام الدنيا،
وأول يوم من أيام الآخرة،
فتلتقي الشدة بالشدة
إلا من رحم الله
وقال عكرمة: ( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ )
الأمر العظيم بالأمر العظيم. وقال مجاهد: بلاء ببلاء.
وقال الحسن البصري في قوله تعالى: ( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ )
هما ساقاك إذا التفتا
وفي رواية عنه: ماتت رجلاه فلم تحملاه،
وقد كان عليها جوالا. وكذا قال السدي،
عن أبي مالك
وفي رواية عن الحسن:
هو لفهما في الكفن
وقال الضحاك
( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ )
اجتمع عليه أمران: الناس يجهزون جسده،
والملائكة يجهزون روحه (تفسير ابن كثير)
ماأعظمه من مشهد فهل أعددنا لهذا اليوم
هل استشعرنا الموقف الذي سنمر به يوماً من الأيام لامحالة
ها نحن نسمع فلان توفي وفلانة توفيت ،
وسأتي يوم ويقال عنك (فلان توفي )
ماذا لو ادركك ملك الموت في هذه اللحظة
هل أنت مستعدٌ للرحيل
اللهم ارحمم في الدنيا غربتنا
وآنس في القبر وحشتنا وارحم مواتانا وموتى المسلمين
واغفر لهم واعف ُ عنهم وارحمنا اذا صرنا الى ماصاروا اليه |
|
|
|