قَصيده لـ أُمٍ
فقدت نِعمة الَسمـع
فـ أخذت تبث حُزنها و ألمهـآ على الورقَ
وَ تشكو حنيناً وَ شوقاً لـِ سمـآع ـآي الذكـر وَ طفلها وهو يُنـادي ( يـآ أمـي )
:
فـ تقول تلكَ المُتألمهَ :
صَمَاءٌ جِئْتُ لِذْيْ الدُنْيَا * لَمْ أَسْمَعْ قَوْلاً أَوْ قِيِلَاً
لَمْ أَسْمَعْ أُمّيْ ضَاحِكَةً * وَتُنَادِيْ بِاسْمِيْ تَدْلْيِلَاً
لَمْ أُصْغِ لِصَوتِكَ يا أَبَتِ * فَأُنـَفِذَ أَمْرَكَ تَبْجْيِلَاً
لَمْ أَسْمَعْ صَوَتَ مُؤَذِنِنَا * بالكَوْنِ يُضَوِّعُ تَهْليِلَاً
لَمْ أَسْمَعْ سُوَرَاً قَدْ تُليَتْ * والتَالي يُرتِلُ تَرْتْيِلَاً
لم أُصْغِ لِصَوتِ حَمَائِمِنَا * تَتَرَنَّمُ شَدَواً وَهَدِيِلَا
لَمْ أَسْمَعْ طِفْلِيْ يُحْدِّثُنْيْ * وَيَهُّذُ بِقْوْلِهِ تَفْصِيلَا
يَتَحَـدَثُّ يَطْلْبُ أَشْيَاءَ * وَيَزْيِدُنْيْ شَرْحَا تَحْلِيلَا
فَجَهِلْتُ كَلامَهُ مُرْغَمَةً * وَدُمُوْعِيْ تَذْرِفُ تَسْبِيلَا
وَغَدَوتُ أُشِيرُ لأُفُهِمهُ * لِـيُمَثـِلَ قَوْلَهُ تَمثْيِلَا
أَبُنَيَّ وَأُمُكَ في صَمَمٍ * لا تَسْمَعْ صَوْتَاً وَعَوْيِلَا
وَاشَغَفِيْ لِصَوْتِكَ يَاوَلَدْيْ * أُتْرَاُه عَذْوْبَاَ وَجَمِيْلَا
أَتُرَاكَ حَزْيِنَا من صَمْتْيْ * فَيَزِيْدُكَ صَمْتْي تَمْليِلَا
كَمْ تُقْتُ لأَنْطُقَ يَاوَلَدْيْ * فَحَدْيِثْيْ يُذْهِلُ تَذْهِيْلَا
كَمْ تُقْتُ لأَتْلْوَا يَاوَلَدْيْ * من سُوَرٍ نَزَلْتْ تَنْزِيلَا
وَأَصِيْحُ بِقَوْمِيْ قَائِلَةً * كَمْ زِدْتُــمْ قَلْبِيْ تَعْلْيِلَا
تَحْظَوْنَ بِنِعْمَةِ بَارِئِكُمْ * فَتُحِيلْوا النِعْمَةَ تَضْلِيلَا
بالأُذْنِ سَمِعْتُمْ غَانْيَةً * وَكَلامَاَ يُبْطِلُ تَـبْطْـيْلَا
وَحَدْيْثَ السُوءِ مَقَاَلتَكُمْ * بالغِيِبَةِ قُلْتُمْ تَـهْويلَا
يَا أَهَلَ النِعْمَةِ صُونُوهَا * بالعَمَلِ الطَيِّبِ تَفْعْيلَا
لَوْ ذُقْتُمْ فَقْدَ مَسَامِعِكُم * وبُكِمْتُم يَوْمَا وَقَـلِيلَا
لَحَفِظْتُمُ كُلَّ جَوَارِحِكُمْ * من ذَنْبٍ يُورِثُ تَذْليلَا
فَجَزَاءُ الجَاحِدِ ضَائِقَةً * وَعَذَابَا أُجِّل تَأْجْـيِلَا
يَارَبْي حَمَدْتُكَ شَاكِرَةً * وَالشُكْر ُلِفَضْلِكَ تَجْزِيلَا
:
لـِ سماعٍ المَنطوقِ نغماً