أيام الزواج الأولى.. أسئلة محيرة تحوم حولها ولا مجيب لها غير الصمت.. أزواج كثر انفصلوا روحيا وحصل التباعد بينهم واعتلت الجفوة عرش مشاعرهم، وهم لا يعرفون سببا لما يحصل معهم سوى أن الحياة الزوجية مملة وبمرور الوقت تصير روتينية وبلا طعم!
إذا سألت أحدهم عن الأيام الخوالي، تنهد بعمق وراح يسرد عليك روعة الماضي الجميل المليء بالحب والأشواق.. أيام كانت الزوجة فاتنة ومثيرة، والزوج رومانسي وشاعري، فآه ما أجملها من أيام وما أحلاها من ليال لو كانت فرحتها تبقى مدى العمر، لكن وعلى ما يبدو دوام الحال من المحال و "الدايم ربي"..
الزوجة تضع ملابس النوم المريحة والمغرية في قائمة الممنوعات وتبدأ تدريجيا في التخلي عنها إلى أن تصل مرحلة النوم بثوبها الذي ارتدته طوال اليوم أو طيلة أيام، والزوج يدخل إلى المنزل متعبا فينام بعرقه وبالغبار العالق على ملابسه !!!
الزوجة تهمل شكلها ومظهرها وتترك مساحيق التجميل تفسد وتتعفن دون أن تستعملها، والزوج ينعقد لسانه ويصبح عاجزا عن قول الكلمات العذبة التي تبهجها وتزيد من همّتها!!!
الزوجة الرقيقة الهادئة قد تتحول بفعل الظروف القاسية والمشاكل المتراكمة إلى إنسانة عصبية لا تعرف لغة أخرى غير الصراخ، والزوج الحاني قد يصبح وحشا كاسرا لا يعرف غير السبّ أو الضرب!!!
كل هذا وأكثر يدعونا للتساؤل: لم يحصل هذا بين الأزواج ومن السبب، الزوجة التي تنشغل عن زوجها بأطفالها؟ أم الزوج الزوج الذي ينشغل عن زوجته بالمغريات الخارجية؟؟؟.. لم تضعف الإرادة وتتحجر القلوب وتضيع العواطف الصادقة مع خبر كان؟ وهل هناك علاقة أجمل وأطهر من علاقة الزوجين ببعضهما؟؟؟
إن علاقة بدأت بالحب والرغبة بين مخلوقين أفضى كل منهما للآخر وربط مصيره بمصيره، من المفروض أن تكون علاقة شراكة لا معركة.. علاقة متينة كعلاقة الروح بالجسد، مستحيل انفصالهما لأنهما يشكلان قيمة الحياة ومعنى الصمود، وكذلك الزوجين يشكلان روعة الإحساس وسر الوجود..
لقد خلق الله الذكر والأنثى لتعمير الأرض حتى يرثها ومن عليها، والأكيد أن العشرة بين الأزواج لن تستمر إلا بالصبر والتضحية والحب الكبير، فحين يفضل كل طرف شريكه على نفسه يصبح بإمكانه العطاء بلا حساب، وتصبح أيام الزواج الأولى أياما خالدة مدى العمر وليس مجرد ذكريات هاربة من دفاتر النسيان. |
|
|
|