تصميميا، تبدو 2016 مرسيدس الفئة E الجديدة نسخة مصغرة من الفئة S الفاخرة، أو ربما هي نسخة أكبر من الفئة C! إذ يبدو أن مرسيدس تتبع الآن خطى أودي في إعطاء سياراتها شكلا “موحدا”، بحيث بات الشبه بين مختلف الفئات كبيرا وواضحا. من جهة، هذا الأمر يعزز من حضور السيارة ويحدد شخصيتها بشكل كبير، ولت من جهة أخرى كان من الممكن ربما لمرسيدس أن تتحلى ببعض الجرأة والمغامرة من 2016 مرسيدس الفئة E الجديدة، خاصة حين تنذكر أنها كانت دوما المحدد الأول لشخصية سيارات مرسيدس الأخرى. إلا أن هذا التصميم الخارجي ليس مجرد تغيير شكلي. فالسيارة الجديدة أطول من سابقتها بقليل، ولكن مع زيادة واضحة في قاعدة العجلات تبلغ 6.5 سنتيمتر، تنعكس إيجابيا على المساحة الداخلية للمقصورة. كما أن القاعدة الجديدة سمحت لمرسيدس بإعطاء السيارة شكلا حديثا، مع شكل انسيابي تبلغ نسبة الجر فيه 0.23، وهي نسبة منخفضة جدا تنافس السيارات الرياضية. كما زودت 2016 مرسيدس الفئة E الجديدة بفتحات هواء في المقدمة تفتح وتغلق حسب الحاجة لزيادة فعالية السيارة الانسيابية. ولكن بعيدا عن الشكل الخارجي، فإن المقصورة وتجهيزات السيارة هي ما يلفت الانتباه فعلا. فالتصميم الداخلي للمقصورة ولوحة القيادة مشابه ومستمد من خطوط الفئة S، وتعطي 2016 مرسيدس الفئة E شعورا بالفخامة لا يضاهى. هذا الأمر يتجلى في لوحة العدادات ولوحة القيادة المتوفرة للسيارة، مع شاشتين كبيرتين بقياس 12.3 إنش، تطغيان على لوحة القيادة، مع إمكانية “تخصيصها” بوضعيات “كلاسيك” و”سبورت” و”التقدمية”، أو (progressive). هذه الشاشات يمكن التحكم بها ليس عن طريق اللمس فقط، ولكن عن طريق اللمس أيضا على المقود، عبر تحريك الأصابع على منطقة خاصة على أذرع المقود. بل ويمكن التحكم بالتجهيزات أيضا عبر لوحة خاصة للمس في الوسط، يمكنها أيضا أن تتعرف على الكتابة بالأصابع وليس فقط الإشارات باللمس، مع نظام أيضا يمكنه التعرف على الأوامر الصوتية. وطبعا لا داعي للقول بأن لمسات الفخامة من الجلد والخشب والمواد الفاخرة منتشرة في السيارة. وما يلفت النظر هو الإضاءة الداخلية المميزة بأضواء LED المخفية، والتي مع 64 لونا. كذلك عملت مرسيدس على تزويد طراز 2016 مرسيدس الفئة E بمقاعد مميزة، تختلف بحسب الفئة المتوفرة. إذ ستتوفر السيارة بعدة فئات مختلفة هي بجانب الطراز القياسي، فئات “Exclusive” و”Avantgard” و “AMG Line” الرياضي. التغييرات التي عرفها طراز 2016 مرسيدس الفئة E لم تقتصر على الشكل والمقصورة، بل تعدتها إلى التجهيزات الميكانيكية للسيارة. عند إطلاقها ستتوفر السيارة بمحرك بنزين واحد، محركي ديزل وفئة هايبرد، قبل أن تضاف تدريجيا مجموعة متنوعة من المحركات الأخرى. طراز E200 يتوفر بمحرك 2.0 ليتر مع تيربو بقوة 184، يعطي السيارة أدداء مقبولا مع تسارع إلى 100 كلم/س في 7.7 ثانية، فيما طراز E350 e الهايبرد يتوفر بنفس المحرك، ولكن مع محرك كهربائي يرفع القوة إلى 279 حصان، ويدفع السيارة إلى 100 كلم/س في 6.2 ثانية. وستتوفر السيارة لاحقا بفئة E400 4Matic، مع محرك V6 بقوة 333 حصان ونظام دفع رباعي، فيما ستتوفر محركات الأربع اسطوانات بقوة أكبر في فئات أخرى تصل إلى 245 حصان. كل المحركات تتصل بعلبة تروس أوتوماتيكية حديثة من مرسيدس مكونة من تسع نسب أمامية، تنقل الدفع إلى العجلات الخلفية أو العجلات الأربعة اختياريا في فئت 4Matic. كما تم تزويد 2016 مرسيدس الفئة E بنظام تعليق حديث، يتوفر في الطرازات القياسية بثلاث فئات هي “Comfort” للراحة، أو “Avantgarde” مع خفض ارتفاع السيارة بمقدار 15 ملم، وأخيرا نظام “سبورت” الرياضي. وتتوفر 2016 مرسيدس الفئة E بنظام Air Body Control للتحكم بضغط الهواء المتغير في ممتصات الصدمات لنظام التعليق. هذا النظام التفاعلي دائم التغيير يوفر أقصى درجات الراحة والثبات للسيارة، مع التحكم بارتفاع السيارة وشدة قساوة نظام التعليق، والذي يمكن اختيار واحد من خمس وضعيات مختلفة متوفرة له، هي “Comfort” للراحة، “Eco” للحفاظ على البيئة، “سبورت” الرياضي و “سبورت +” الذي يوفر القيادة الرياضية الكاملة، مع إمكانية اختيار النمط الخاص “Individual” للتحكم بالسيارة، من نظام التعليق إلى المحرك وعلبة التروس والمقود واستجابتها، بناء على رغبة السائق. على صعيد التواصل بين الأجهزة الإلكترونية، لا داعي للقول بأن 2016 مرسيدس الفئة E مزودة بهذه التقنيات، سواء لوصل الهاتف بالسيارة ، أو الأجهزة المختلفة بشبكة الإنترنت، أو شحن الهواتف الخلوية لاسلكيا إذا ما كانت مجهزة لهذه التقنية طبعا. بل ويمكن لطراز 2016 مرسيدس الفئة E أم “يتصل” بالسيارات الأخرى أمامه، لمعرفة الأخطار وأحوال الطريق والتحذير منها. كما يمكن للسائق أن يتحكم بإيقاف السيارة وركنها عن بعد، وذلك عبر استخدام تطبيق على الهاتف الذكي، ودون الركوب فيها أصلا. وإلى جانب كل هذه التجهيزات، لم تغفل مرسيدس طبعا عن تزويد 2016 مرسيدس الفئة E بالتجهيزات الحديثة المتطورة. فتم تزويد 2016 مرسيدس الفئة E بنظام Distance Pilot Distronic، والذي لا يعمل فقط كمثبت ذكي للسرعة، ولكنه يكاد أشبه ما يكون “بالطيار الآلي”، إذ أنه لا يكتفي بتثبيت السرعة ورفعها وخفضها بحسب سرعة السيارة أمام 2016 مرسيدس الفئة E فقط، ولكنه أيضا يتعرف على علامات السرعة القانونية، ويسير بموجبها، يوقف السيارة تماما إذا دعت الحاجة، كما يقوم بمناورات التجاوز وحده بمجرد تشغيل إشارة الانعطاف للثانيتين، بعد التأكد إلكترونيا من خلو المسار. بل وحتى يقوم باتباع خط سير السيارة في الأمام، بدون تدخل من السائق. تخيل شعورك وأنت تترك السيارة لتسير لوحدها على طريق سريع بسرعة 210 كلم/س، تاركا السيطرة للنظام. لا شك في أنه شعور غريب! أما من ناحية أنظمة السلامة، فقد جاءت 2016 مرسيدس الفئة E متخمة بالتجهيزات الأحدث على مستوى العالم، بدءا من نظام التوقف التلقائي عند تحسس خطر الاصطدام، والقادر على تجنب الحوادث حتى سرعة 100 كلم/س، وأنظمة الحفاظ على المسرب والتحذير من حركة السيارات في كافة الاتجاهات، وحتى نظام مساعدة المقود المتغير في قوته عند المناورة لتفادي الحوادث. أما في حال وقوع الحادث لا قدر الله، فإن المقاعد تنتفخ لتبعد الركاب عن الأبواب في حال تحسس حدوث اصدام جانبي، ويصدر النظام الصوتي إنذارا صوتيا، يحفز ما يعرف طبيا باسم “ردة فعل ستابيديوس”، وهي ردة فعل الأذن الوسطى للأصوات العالية المفاجأة، حتى لا يفاجأ الركاب بصوت الاصطدام العالي! وبعد كل هذا، هل هناك شك في أن مرسيدس
جادة بالهيمنة على هذه الفئة |
|
|